السودان يعرف ببلد المليون بروف يُعرف أهلها بطيبة قلوبهم وسماحة أفعالهم، ولكن البلاد لم تعش ابدًا الحياة السعيدة وذلك بسبب ما يعانيه البلد لمدة قد تتجاوز الثمانية اشهر.
قوتان عسكريتان تتسببان في حرب إنسانية طاحنة في السودان
في إبريل الماضي من العام الحالي اندلعت حرب إنسانية طاحنة بين قوتين عسكريتين في الدولة، إحداهما القوات المسلحة السودانية، والآخر يطلق عليه اسم قوات الدعم السريع والذي اتضح مؤخرًا أن إحدى الدول العربية هي الداعم الأساسي له.
سيطرة الدعم على ولاية ود مدني
نتج عن هذه الحرب مقتل الآلاف من المواطنين، ونزوح ما لا يقل عن سبعة ملايين نازح من العاصمة الخرطوم، ناهيك عن تدمير البنية التحتية التي خلفتها ولا زالت تخلفها الحرب بسبب توغلها المستمر في بعض المدن الأكثر كثافة سكانية، والتي يتعمد الدعم السريع الدخول فيها والسيطرة عليها.
سيطر الدعم السريع على ولاية ود مدني، يوم أمس الثلاثاء، والتي تعد هي المدينة الأولى الحاضنة للنازحين القادمين من الخرطوم وضواحيها، وهذا بحد ذاته يعد نقطة محسوبة لقوات الدعم السريع وتقدمهم على الجيش السوداني في المناطق الغربية والوسطى.
وقد نزح من ولاية ود مدني أكثر من ربع مليون شخص خوفًا على حياتهم أن تذهب هدرًا، وحسب شهود عيان فإن تلك القوتين العسكريتين استخدمتا كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة أثناء التوغل والسيطرة على ولاية ود مدني.
ماذا تقول أمريكا بهذا الشأن؟
صرحت السفارة الأمريكية لدى الخرطوم أنه لا يوجد أي حل قادم من أي جهة عسكرية يمكن قبوله لحل الصراع في البلاد، وأن الحل الوحيد أمام كل الأطراف السودانية هو أن حكم الدولة عائد للمدنيين فقط لا غير.
و أوضحت في بيانها أنه يجب على الجيش السوداني والدعم السريع أن يوقفوا الاقتتال فيما بينهما، و الالتفات إلى واجباتهما اللازمة، وعلى الجهتين أن تراعي وتحترم قانون حقوق الإنسان وتسمح بوصول المساعدات التي يحتاجها المواطنين وخاصة في المناطق الأكثر تضررًا.
رد الجيش على بيان وزير الخارجية الأمريكي
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن القوات المسلحة ترتكب جرائم حرب بحق السودانيين، لكن وزارة الخارجية السودانية رفضت هذا الاتهام و أكدت على أن هذا الاتهام لا أساس له من الصحة.
وأكدت أن بيان وزير الخارجية الأمريكي تناسى تمامًا أن يضع في الحسبان الحق والواجب الشرعي للقوات المسلحة في الدفاع عن الأرض والعرض والشعب وممتلكات الدولة التي تعرضت لعدوان شرس من قبل مليشيات ومرتزقة حسب قولها، كما أن البيان لم يشر إلى تلك الدول الداعمة للمليشيات المسلحة، والتي لها علاقة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي النهاية أكدت وزارة الخارجية السودانية أنها على أتم الاستعداد لتوضيح الحقائق، وإيجاد حلول للأزمة الحالية.
قوات الدعم السريع..قتل ممنهج وهتك أعراض ونهب أموال | عيون الغد 23 ديسمبر 2023
[…] نتيجة الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع, يعيش السودان حتى اللحظة أوضاع أمنية وإنسانية صعبة، هذه الأوضاع تنذر بكارثة ستحيط بالسودان من جميع الجوانب، ولا أحد يعلم متى سينتهي هذا الصراع الدائر منذ شهور, ونتيجة لذلك السودان يعيش أوقات صعبة جدا لم يشهدها من قبل. […]