التكنولوجيا بين الماضي والحاضر اختلافات كثيرة بين نجاح وفشل، بين تطور وتخلف، وبين تقدم وتأخر.
تتطور التكنولوجيا من حين لآخر في جميع دول العالم، ومن خلال هذا التطور تتقدم الدول وينتج عن هذا التقدم انتقالها إلى مرحلة مغايرة تحدد مصيرها في الحاضر والمستقبل.
الكثير من دول العالم تعمل على مجال التكنولوجيا وغالبية هذه الدول وصلت إلى مستوى اقتصادي عالٍ جدًا فتم التطور داخليـًا وزادت الموارد البشرية والاقتصادية وهذا يعود على مدى الوعي المنتشر في هذه الدول.
لكن على الصعيد الآخر فهناك دولًا أخرى وخاصة في العالم العربي والإسلامي لم تعطِ التكنولوجيا أي اهتمام وهذا يعود لعدةِ أسباب، إما قلة الموارد البشرية التي تمتلك الخبرة والقدرة على الإنجاز، أو لقلة الموارد المالية، وهذا هو الجانب الأهم في ذلك لأن المال هو عصب الحياة إذا وجد المال استطاعت الحكومات أو من له السلطة على الموارد البشرية توفير تلك المواد التكنولوجية والعمل فيها وتطوير هذه الدول خطوةً بخطوة.
أما في بعض الدول فيعود عدم الاهتمام بالتكنولوجيا للصراعات الداخلية في ذات الدولة أو الطائفية أو النزاعات القبلية وغيرها وكما تلعب العادات والتقاليد دوراً هامـًا في ذلك.
لكن على الرغم من ذلك فهناك العديد من الفئات أو الناس الذين لديهم القدرة المعرفية والاقتصادية على الانشغال في جانب التطوير التكنولوجي.
اليمن والتكنولوجيا
ففي اليمن مثلًا هناك العديد من الأشخاص الذين يعملون على إنشاء مواقع إلكترونية مفيدة، أو مواقع ترفيهية، وليس هذا وحسب فقد توصل بعض الأشخاص إلى صناعة الروبوتات الذكية والذي دفعهم لذلك هو ما يحصل مؤخراً من حروب وكوارث طبيعية كانت أم بفعل البشر ومن أمثال هذه الصناعات:
فتيات يمنيات يصنعن روبوت ذكي
فتيات يمنيات وهن فرح الشلالي، بيسان ثواب، فرح الأغبري ودنيا البصير، تخرجن من قسم ميكاترونكس قمن بابتكار روبوت يقوم بتنفيذ الأوامر واكتشاف أماكن الضحايا تحت الأنقاض هذا العام ٢٠٢٣، ويعد هذا الروبوت هو الأول من نوعه داخل الجمهورية اليمنية.
وقد أطلقن عليه اسم الروبوت هيمو وهو مكون من جسم روبوت ومن طائرة دورون والطائرات العنكبوتية.
تم استلهام فكرة صناعة الروبوت من خلال ما حصل مؤخرا من زلازل وخاصة في تركيا وسوريا والمغرب وأيضا ضحايا الحروب في اليمن وسوريا الذين يقضون نحبهم تحت الأنقاض.
وتم تصميم هذا الروبوت بنفس الهيئة التي قامت بها وكالة ناسا الفضائية لتصوير المكوكات التي تستخدم في استكشاف الفضاء.
وقد استغرقت صناعة هذا الروبوت من الفتيات ثمانية أشهر وتطمح تلك المهندسات بتطوير هذا الروبوت والطائرات التي يحتويها وأيضا تقليل المدة التي صنع بها.
صناعة أطراف صناعية
وهناك شاب آخر يقوم بصناعة أطراف صناعية لمساعدة ضحايا الحروب والزلازل الذين يفقدون أجزاء من أطرافهم إما الأقدام أو الأيدي.
من رحم المعاناة يولد الإبداع فالشاب اليمني كمال العماري أصيب برصاصة تسببت ببتر ساقه اليسرى وجلس في غرفته بعد إصابته ستة أشهر لم يخرج منها لأنه مكسور وهمه الوحيد هو كيف يحصل على طرف صناعي بدل ساقه التي بترت، وجد العديد من الأطراف الصناعية التي تناسبه ولكن ثمنها كان باهظا جدا لا يستطيع دفعه.
في آخر المطاف حصل على طرف صناعي من أحد المراكز ولكنه كان عموديا ومهترئا وغير قابل للاستخدام أخذه العماري وبدأ بصناعة طرف شبيه له ومن أدوات محلية لا يتجاوز سعرها 100 دولار، ولا يختلف عن الطرف الصناعي المستورد كثيرا فقيمة المستورد تكلف 5500دولار.
وبعد عام من المحاولة والمتابعة استطاع العماري صناعة الساق الصناعية التي تساعده في إكمال حياته ولكنه لم يقف هنا فقد تواصل مع أهل الخير ليدعموه من أجل أن يبدأ بصنع الأطراف الصناعية للمعاقين كي يكملوا حياتهم مثلما استطاع هو إكمالها دون عناء وهو الآن يقوم بصناعة الأطراف الصناعية وتوزيعها اليطى من يحتاجها بالمجان.
اليمن لديها مبتكرين وليس لديهم داعمين
ليس هذا فقط ما هو موجود في اليمن وإنما هناك الكثير من أمثال كمال العماري يقومون بصناعة الأطراف الصناعية من أدوات محلية أو حتى من المخلفات البلاستيكية، وهناك الكثير من أمثال فرح الشلالي الذي يصنعون الروبوتات الذكية، ولكن الفارق الوحيد بيننا وبين الدول المتقدمة هو أن هناك من يهتم لمثل هذه الابتكارات ويتم تطويرها ويتم الأخذ بعين الاعتبار لصاحب الابتكار، أما في الدول النامية وللأسف لا يتم الالتفات إلى مثل هذه الابتكارات إلا ممن كان لديه الاهتمام والمال فقط أما من جهات رسمية وحكومية فقد أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لمن تنادي.
