اليوم: مايو 18, 2024

Blog Post

غواصة تيتان

قصص عن تحدي الطبيعة..هل هي موجودة منذ القِدم؟

كتبت: رضوى محمد متاريك

طالعتنا مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام عن قصة غواصة مُستقليها من أثرى أثرياء العالم وهي من القصص الغامضة، هذه الغواصة أطلقوا عليها إسم تيتان،

اختفاء غواصة تيتان

اختفت في ظروف غامضة غواصة تيتان بعد أن غاصت لأعماق سحيقة لسبب عجيب ألا وهو البحث عن أشلاء السفينة الغارقة منذ مئات السنوات ألا وهي سفينة تيتانيك، هذا العُمق لأول مرة تصل إليه غواصة أو أي كائن بشري على الإطلاق، قيل أن هؤلاء ذهبوا إلى رحلتهم هذه مُتحدين الطبيعة ولكن هيهات أن يكون لمخلوق أن يتحدى خالق.

أمثلة على القصص الغامضة

فهل هذه القصة هي الأولى من نوعها بالطبع لا فعلى مدار التاريخ نجد من حاول الدخول في هذه المنطقة المحظورة فلم يُقابل إلا الخسران المبين، سنحاول خلال مقالنا إستعراض البعض من هذه القصص.

أبرهة الحبشي ومحاولته هدم الكعبة

حادثة الفيل الشهيرة التي حدثت يوم ميلاد النبي الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام والتي كان بطلها من يُسمى أبرهة الأشرم وجيشه الضخم، اعتبرت هذه الحادثة هي أول تحدي من هذا النوع من مخلوق للخالق جل وعلا.

بنى أبرهة كنيسة ضخمة جدًا فريدة من نوعها زينها بعاج الأفيال وبقايا قصر بلقيس وصلبان ضخمة، كان كل ما فيها لا مثيل له.

ود أبرهة أن تكون كنيسته وجهه لحج العرب بدلًا من الكعبة المشرفة وقتها، جهز جيش ضخم وامتطى فيله هائل الحجم وتوجه إلى الحجاز لهدم الكعبة.

وفي طريقه حاول أكثر من جيش وقفه والتصدي له لكنه هزمهم هزيمة نكراء، واستولى على بعض الإبل الخاصة بعبد المطلب جد النبي وكان كبير العرب وقتها.

دخل أبرهة الحجاز فجاء له عبد المطلب يطلب الإبل الخاصة به فاندهش وقال الله ظننتك ستطلب مني ترك الكعبة وعدم هدمها قال له حينها مقولته التاريخية أنا رب الإبل أما البيت فله رب يحميه.

في اليوم الموعود دخل أبرهة الكعبة يمتطي فيله ويُمني نفسه بالفوز العظيم فإذ بالمفاجأة، فيله محمود يقف لا يتحرك من مكانه قيد أنملة مهما حاولوا في تحريكه لا يتحرك نهائيًا، إذا وجهوه ناحية اليمن أو الشام يتحرك لكن جهة الكعبة لا يتحرك نهائيًا.

وفجأة يدخل الحرم أسراب من طيور تحمل أحجار في فمها وبين أرجلها وتُلقيها على الجيش كلما وقع حجر على أحد أفراده وقع قتيلًا، ساد الهرج والمرج بين صفوف جيش أبرهة الهائل، وتم العثور عليه مُلقى قتيلّا بعدها.

وهزمهم الله بجنوده على الرغم من ضعفها وحمى بيته الكريم وأظهر أمام العالمين آياته واضحة وعبرة على مر التاريخ.

سفينة تيتانيك تلك المعجزة الغارقة

في عام 1912 امتلأت الصحف بأخبار عن السفينة المعجزة التي وِفق لما قاله مُصممها لا يمكن أن تغرق أبدًا، فكان بكلامه و كأنه يتحدى القدر في إغراق سفينته، ويقتحم بها عالم البحار وهو في كامل ثقته أنها غير قابلة للهزيمة منه.

كانت السفينة بالفعل غير عادية بالمرة فكانت صاحبة تصميم غير مسبوق، فكان وزنها 45 ألف طن، وطولها 269 متراً.

سفينة تيتانيك
سفينة تيتانيك

اتسمت بالفخامة الشديدة حتى يتسنى لها استقبال أصحاب المقام الرفيع والنبلاء، وكذلك كان بها محركات قوية جدًا تتيح لها دفع التيارات المائية والإبحار في المحيط.

كان المُخطط لرحلتها الأولى أن تتجه من إنجلترا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن مالم يكن يعرفه راكبي وصانعي الباخرة المعجزة أنها ستكون رحلتها الأولى والأخيرة.

فأثناء خوضها رحلتها اصتدمت بجبل من ثلج لم يتمكن أحد من رؤيته وهذا أدى إلى غرقها وقد كان عدد قوارب النجاة على السفينة أقل من عدد الركاب وذلك لظنهم أنها ضد الغرق ولكن إرادة الله كان لها رأي آخر.

الصاروخ تشالنجر

اشتهرت قصته عام 1984 فكانت قصة المكوك من القصص الشهيرة في حديث العالم، كان صاروخ استكشافي على متنه مجموعة من أمهر رواد الفضاء.

كان من ضمنهم رائدة فضاء لأول مرة تصعد إلى الفضاء، الهدف وراء الصاروخ كان البحث عن ماهو جديد في الفضاء الخارجي.

كان من الواضح من إسمه وهو المُتحدي إذا ترجمناه إلى العربية أنه كان وراء أغراض أخرى وهو تحدي الطبيعة والخالق في الصعود إلى مالم يصل إليه أحد.

ولكن المفاجأة كانت أنه بمجرد إطلاقه وبعد 13 ثانية فقط انفجر الصاروخ أمام الجميع من شهدوا إطلاقه حيث تم ذلك في جمع غفير من الناس حتى أن ظن الجميع أن هذه السحابة والغُبار الخارج منه ناتج عن تشغيله.

وُجدت حِطام المكوك وأشلاء الرواد في المُحيط الأطلسي، أسباب الانفجار بهذا الشكل غير معروفة حتى الآن بالتحديد إلا أن البعض قال أنه بسبب الإنخفاض الشديد في درجات الحرارة.

تيتان غواصة الموت

هل أصبح المحيط الأطلسي مقبرة كبيرة أم صندوق أسود ضخم مليء بالغموض، حادثة أخرى جديدة تطل علينا تحمل الغموض نفسه والنهاية المأسوية.

غواصة خرجت لتقتحم أعماق المحيط بظلامها المُخيف تحمل خمسة أشخاص من أثرى الأثرياء، الغواصة تتبع شركة أوشن جيت الشهيرة و من بين ركابها المدير التنفيذي للشركة.

غواصة تيتان من القصص الغامضة
غواصة تيتان

الهدف كان الوصول إلى عمق سحيق من أعماقه لم يصل إليه أحد قبل ذلك ومن المعروف علميًا أن الوصول إلى مثل هذه المسافة يؤدي حتمًا إلى موت من يقوم بذلك نظرًا لضغط الماء الرهيب عند هذه النقطة.

وذلك وفقًا لقوانين الطبيعة التي أرادت تيتان تحديها ولكن هيهات، كان المقرر لهذه الغواصة أن تصل إلى هذا العمق لتفقد حطام تيتانيك الغارقة وكان مُقرر لهذه الرحلة أن تستمر لمدة ساعتين.

ولكن بعد غوصها انقطع التواصل معها وحاولت العديد من الجهات إعادة التواصل بالغواصة ولكن لم تفلح محاولاتهم جميعًا، حتى بعد أن سمعوا أصوات واهية تأتي من الأعماق فظنوا أنها من ركاب الغواصة لكن لم يصلوا إلى شيء.

وبعد أيام من البحث تم إعلان العثور على حِطام الغواصة بعد أن حدث لها ظاهرة عجيبة أسماها العلماء بالانجبار أي انفجار للداخل وليس للخارج كالمعتاد، وذلك بسبب ضغط الماء في هذا العمق الغير معتاد، تم الإعلان الرسمي بعدها عن موت الضحايا وتقديم التعازي لذويهم.

انتهت القصص التي استطعنا تجميعها عن بشر تحدوا الطبيعة وفي رأيي أن هذا هو تحدي للخالق جل وعلى، كانت نهايتهم جميعًا ليس مأسوية فحسب ولكنها عبرة للعالمين على مر الأزمان أن القوة والبقاء لله الواحد ولن يستطيع أحد مهما بلغت قوته أو ثرائه من الخوض في كونه إلا بإذنه وقوانينه.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع أيضاً