اليوم: أكتوبر 19, 2024

Blog Post

اتحاد الكرة المصري

أسباب تراجع الكرة المصرية في الفترة الأخيرة

تُعاني الكرة المصرية الفترات الأخيرة من فشل كبير وتراجع نتائج كارثي على كل المستويات المختلفة، وخسائر علي الصعيد المحلي والافريقي سواء من خلال الأندية أو المنتخبات الوطنية المختلفة.

تأثر الكرة المصرية الفترة الأخيرة

حيث نجد لأول مرة منذ فترة إتحاد الفشل ليُصيب الجميع كبير وصغير، سواء أندية الأهلي والزمالك الكبار محلياً وأفريقياً، أو المنتخبات الوطنية مرورا بالمنتخب الأول ثم الأولمبي والشباب وحتى منتخب الناشئين تحت 17 سنة.

وربما يبحث الكثير عن أسباب هذا التراجع والانهيار الكبير لكرة القدم المصرية، ما بين عجز وفشل إداري وأحياناً اتهامات بالفساد وإهدار المال العام, ولكن مع تعدد أسباب الفشل فإن كل ذلك يتلخص تحت كلمة واحدة وهى الروتين الكروي.

الروتين الكروي هو الآفة التي تخرج منها كل أسباب فشل الكرة المصرية وتراجع النتائج والمستوى الفترات الأخيرة.

الروتين وفشل الكرة المصرية

الروتين في اتخاذ القرارات وتنظيم المسابقات المحلية وإدارة النشاط الرياضي في مصر دون تطوير أو محاولة ابتكار أفكار جديدة من أجل تنفيذها أو من أجل حل بها مشاكلنا.

الروتين في سياسة الثواب والعقاب، وإصدار القرارات الروتينية لمجرد عبور الموقف فقط خوفاً من الصدام مع الآخرين وخاصة الكبار داخل الوسط الرياضي.

الروتين في تعيين المدربين، والتعاقد مع أي مدرب و”خلاص” لأي منتخب وطني حتى لا يظهر أمام الرأي العام أن هناك تأخير في اتخاذ القرارات، و يحدث ذلك دون تقييم حقيقي أو دراسة حقيقية لمدى تحقيق المدرب النجاح المطلوب.

الروتين في التعاقد مع لاعبين وضم لاعبين، سواء كان ذلك على مستوى الأندية أو حتى مستوى المنتخبات، حيث نجد أن أي لاعب يظهر بلمسات جيدة لفترة أو من خلال شرائط الفيديو، على الفور نُسارع بضمه والتعاقد معه بإجراءات روتينية دون محاولة وضعه تحت اختبار فني حقيقي لمعرفة سُبل الاستفادة منه وبالتالي يكون المستوى والنتيجة كارثية.

الروتين في التعامل مع الجمهور والاكتفاء بأعداد قليلة في المدرجات خوفاً من مواجهة سلبيات الجماهير و خوفاً من مواجهة الضغوط الأخرى نتيجة تواجد الجماهير، وبالتالي نكتفي بحجب مشهد الجمهور نهائيا رغم أنه من أهم عناصر النجاح والتفوق في الرياضة بشكل عام.

الروتين حتى في محاولة التطوير والوصول إلى الهدف، حيث تكون تلك المحاولات بنفس الإجراءات التي أثبتت فشلها دون الوصول إلى إجراءات جديدة أو حتى التعلم من التجارب الناجحة في الخليج وفي أوروبا أو حتى بعض النماذج العربية الأخرى على مستوى كرة القدم.

الروتين هي الكلمة التي تتلخص فيها كل أسباب فشل الكرة المصرية وتخرج منها كل التحديات الخاسرة التي نقع فيها داخل مصر سواء على مستوى إدارة اتحاد الكرة أو إدارات الأندية الأخرى.

وبالتالي قبل أن نقوم بتغيير الأشخاص لابد من تغيير العقلية، قبل البحث عن مواهب رياضيه، نحتاج البحث عن عقول متطورة في الإدارة، قبل البحث عن موارد نحتاج للبحث عن من يقوم بإدارة القليل منها في الطريق الصحيح، نحتاج لمن يستطيع التعامل مع أنفسنا والمواجهة بدلاً من الخوف وتجنب الصدام من خلال الروتين.

✍️ أحمد مدبولي

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع أيضاً