-
عيون الغدhttps://eyonelghad.com/author/admineyon21/
-
عيون الغدhttps://eyonelghad.com/author/admineyon21/
-
عيون الغدhttps://eyonelghad.com/author/admineyon21/
-
عيون الغدhttps://eyonelghad.com/author/admineyon21/
كتبت / رضوي محمد متاريك
النساء لا طائل منها ولا مكان لها سوى مطبخها، من أسوء ما يسمع الأب أن الله سوف يهبه أنثى، المرأة لا تصلح لاتخاذ القرار أو القيادة، الأم بمفردها عاجزة عن إدارة المنزل أو تربية الأبناء، كل هذه الأقاويل وأكثر من ذلك نسمعها في الغالب من بيوتنا العربية، فنجد المعظم من الناس يُفضل الذكر عن الأنثى حتى وإن صلحت وفسد هو، بل زاد الأمر عن ذلك بادعاء البعض أن الإسلام يؤيد هذه الأفكار، وبالطبع هذا الكلام افتراء فعندما نتأمل تاريخنا نجد بطولات النساء ودورهن الجليل في الدعوة وخلال رحلة النبي لايقل أهمية عن الرجال بل زاد، بل مثلت بعض النماذج بالغ الأهمية في حياة النبي، البعض من هذه النماذج سنحاول عرضه سويًا.
فاطمة بنت أسد
إسم السيدة فاطمة ليس من الأسماء كثيرة التداول بين الناس، وذلك على الرغم من عظيم ما فعلت مع رسول الله.
فبعد موت أمه السيدة آمنة والتي سبقها أبوه، ذهب به عمه أبو طالب إليها وأخذ يوصيها عليه، فما كان منها إلا أن قالت له أتوصيني بابني مُحمد.
وبالفعل ربته مع أبنائها وأحسنت إليه وعاملته كأحن أم، حتى قيل أنها كانت تُفضله عن أبنائها بل وتُجوع أبنائها وتُطعمه هو، حتى بعد بَعْثته نبيًا كانت من أوائل من آمنوا به وأيدوه ونصروه فهي ثاني من آمن به من النساء بعد السيدة خديجة.
وعندما أمر النبي المسلمين بالهجرة من أوائل من استجاب لدعوته كانت هي، وقد هاجرت سيرًا على الأقدام.
توفيت رضي الله عنها في العام الرابع من الهجرة، وما فعله معها النبي، يدل على الخير الكبير الذي قدمته لها في حياتها.
حيث جلس جوار رأسها وأخذ يردد رحمك الله يا أمي كنتي لي أمًا بعد أمي، كنتي تجوعي وتُطعميني ولا تبتغي من ذلك إلا وجه الله.
وأمر بتغسيلها ثلاث مرات منها مرة بالكافور وكفنها بثوبه الشريف، ودعا لها أن لا تتعرى يوم البعث عندما علم منها إنزعاجها من هذا الشأن.
ودفنها في البقيع ونام في قبرها قبل أن يتم دفنها فيه، وبكى على موتها بكاء شديد.
خديجة بنت خويلد
لا يوجد مسلم لم يسمع هذا الإسم ويعلم من هي هذه النجمة المضيئة في تاريخ الإسلام، ولكن ما قامت به على وجه التحديد ومدى التضحيات التي قدمتها قد لا يعرفها بالتفصيل قطاع عريض من المسلمين.
أهم ناحية قدمتها السيدة خديجة لرسول الله كانت الدعم المعنوي، فعندما جاء إليها خائف يرتعش بعد نزول الوحي عليه لأول مرة طمأنته وهدأته وذكرته بعمله الطيب وأن الله سينجيه بفضله من كل سوء.
وذلك بجانب تحملها لغيابه المستمر للتعبد في غار حراء دون تذمر منها أو غضب، فأصحاب الرسالات يحتاجون عقيلات النساء مثل أمنا خديجة.
وتعاظم دورها رضي الله عنها بعد البعثة الشريفة فكانت أول من صدقه وأيده وآمن به وبرسالته، وذلك بجانب الدعم المادي فقد كانت من أثرياء قريش وشريفاتها تملك التجارة العظيمة والمال الوفير.
فلم تتوانى في إمداد النبي بمالها كدعم له في طريق الدعوة إلى الله، ثم حدث بعد ذلك قيام قريش بحصارهم في شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنوات وصلت إلى حد الجوع وأكل ورق الشجر.
فذاقت سليلة الأشراف الجوع والحرمان فلم يجدها زوجها إلا صابرة داعمة مُحفزة له على الاستمرار والمُضي في طريق الحق.
طلاق ابنتيها رقية وأم كلثوم ومنع التصاهر مع بني هاشم لم يُزعزع أبدًا إيمانها أو يُفتر من حماسها تجاه مايقوم به نبي الله، بل زادها إصرار وتمسك.
كتبت كتب التاريخ أنها أنفقت ثروتها بأكملها خلال رحلتها مع رسول الله حتى أنها ماتت لا تملك شيء، فعلت أمنا خديجة وقدمت الكثير فاستحقت المكانة العالية عند الله ورسوله.
أسماء بنت أبي بكر
بطلة الهجرة صاحبة العقل والرأي السديد فقد امتلكت أسماء من الجرأة والشجاعة ما لم يمتلكه عشرات الرجال، وقد شهد التاريخ على هذا فيما فعلته أثناء هجرة النبي.
فقد كانت تحمل الطعام لأبيها وصاحبه الكريم وكانت حامل في ابنها عبد الله، أي تحملت من المشقة مالا يتحمله أقوى الرجال.
حتى إنها حملت الطعام والشراب لهما فلم تجد ماتحملهما فيه فشقت نطاقها أي خمارها شقين واحد للطعام والآخر للشراب، فدعا لها الرسول أن يبدلها بنطاقين في الجنة.
فعلت ذلك في جو شديد الحرارة ولم تخشى أن يتعقبها أحد الكفار ويلحق بها الأذى، في الصحراء القاحلة بل كانت نصرة الله ورسوله عندها أعظم من كل هذا.
تزوجت الصحابية الجليلة حواري الرسول الزبير بن العوام وكان رجل فقير، ولا يملك من الدنيا سوى فرسه فقامت بنت الكرام العزيزة بخدمته على خير وجه.
فطحنت النوى لفرسه واعتنت به حتى أغناه الله فأصبح من أغنى أغنياء قريش، وهاجرت إلى المدينة استجابة لدعوة النبي ولحقت به هو وأبيها وكانت في نهايات حملها وتحملت مشقة الحمل والهجرة حتى وضعت مولودها بمجرد وصولها إلى قباء.
بعد أن أصبحت طاعنة في السن تعرض ابنها عبد الله للهجوم من جيش الحجاج بن يوسف وذلك لخروجه عن بني أمية، فجائها وقد تخلى عنه الجميع فما كان منها إلا أن شجعته أن يواجه ولا يفر.
وعَلَقت على الدرع الذي يرتديه وطلبت منه خلعه وأن لا يطلب الدنيا لأن طالبها هو بأس العبد، حتى ذهب فاستشهد وماتت هي بعده بفترة قصيرة.
رفيدة الأنصارية
طبيبة المجاهدين الفدائية بنت قبيلة الخزرج، كانت من أوائل من دخلن الإسلام من الأنصار وكان ذلك قبل قدوم النبي إلى المدينة.
فقد جلست مع مصعب بن عمير مبعوث النبي وتناقشت معه فاقتعت كامل القناعة بكمال هذا الدين القيم، فآمنت بالله ورسوله.
ورثت مهنة الطب عن أبيها سعد الأسلمي، لكنها وهبت ما وهبها الله من علم لخدمة المسلمين، حتى أن النبي أقام لها خيمة في المسجد النبوي تم تسميتها خيمة رفيدة.
هذه الخيمة عالجت فيها المرضى والجرحى وعلمت مجموعة من نساء المسلمين من علمها، فبرعن في علم الطب والتمريض.
أبرز من عالجته في خيمتها القائد سعد بن معاذ بعد أن أُصيب بسهم قاتل فتم نقله إليها، رأت أن لاتُخرج السهم بل تتركه وتقوم بمعالجة الجرح حتى لا يزداد النزيف، واستمرت في علاجه حتى كان الشفاء وإنقاذ حياته على يديها.
اصطحبها النبي في العديد من الغزوات وتم نصب العديد من الخيم العلاجية في ميادين المعارك لعلاج الجرحى، وتم اصطحاب ما تستخدمه في العلاج على الجمال وكان هذا سبق وقتها.
فالمعتاد حينها كان اصطحاب الجرحى إلى المدينة ليقوم ذويهم بمعالجتهم، ومن أشهر المعارك التي شاركت فيها خيبر والخندق.
لم تخف وقتها صليل السيوف ولا صهيل خيول الحرب بل كانت تمتلك من الشجاعة أن تحمل الجرحى من قلب المعارك، وتنقلهم إلى الخيم العلاجية الخاصة بها وبزميلاتها لتضميد جراحهم.
ما تحدثنا عنه هو خيط رفيع من ثوب فضفاض فبطولات النساء ودورهم المميز في الإسلام، من أعظم الأدوار وكان لهن الأثر العظيم والطيب، فهل بعد هذا يأتي من يتهم المرأة بأنها كائن غير كامل أو يحتاج لوصي، من الواضح أن هذا هو الهُراء بعينه.
