مقتل ثلاثة فلسطينيين، برصاص القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وفقا لما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت وزارة الصحة في بيان مكتوب، الخميس، إن “ثلاثة مواطنين استشهدوا برصاص الاحتلال صباح اليوم”.
وتقول جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن معظم الإصابات تتطابق مع جروح ناجمة عن الرصاص الحي، مضيفة أن مواجهات مع القوات الإسرائيلية اندلعت في بيت لحم وطوباس وطولكرم وقلقيلية.
ويشار إلى أن القصف المستمر أثار احتجاجات متزايدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وزاد من المخاوف من أن الحرب قد تتحول إلى صراع إقليمي أوسع، في حين قتل ما يقرب من 3500 شخص في غزة، وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.
ويذكر أن مصر وافقت على السماح بدخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الغضب العالمي بشأن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع المعزول ردا على هجمات حماس الوحشية قبل أسبوعين تقريبا.
يقول مسؤولو وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 471 شخصا قتلوا في الانفجار الذي تعرض له المستشفى الأهلي العربي (المعمداني سابقاً) بمدينة غزة مساء الثلاثاء.
لكن إسرائيل تشكك في هذا العدد، إذا قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إنه يبلغ “بضع عشرات”.
ومع عدم إمكانية وصول المنظمات المستقلة إلى الموقع، يصعب التحقق من الرقم.
وتتبادل إسرائيل و حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، الاتهامات بالمسؤولية عن الانفجار
الأغطية الملطخة بالدماء تتناثر في ساحة المستشفى، إلى جانب ملابس وممتلكات شخصية خلفتها الفوضى التي حدثت بعد القصف وما تلاه من انفجار وحريق ضخم.
وفي مرآب للسيارات بالقرب من المستشفى يوجد حطام مشتعل لأكثر من اثنتي عشرة سيارة.
كما لحقت أضرار بالمباني المحيطة، ويبدو أنها مملوءة بشظايا، لكن لا توجد حفرة عميقة يمكن مشاهدتها.
تلف المكان حالة من الذعر، ويبحث الناس عن إجابة لفهم ما تعرض له المستشفى وهو مكان من المفترض أنه يتمتع بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي.
كيف لحق الدمار بالبنية التحتية في غزة؟
“لا يوجد مكان أكثر عزلة من سرير طفل جريح لم يعد لديه عائلة تعتني به”
تقول سيدة وقد نجت من الانفجار : “لقد غادرنا منزلنا وحضرنا إلى هنا”. “كنا نظن أن المستشفى سيكون مكانا آمنا، ولكنه تعرض للقصف”.
ويقول الأطباء إن معظم الضحايا كانوا من بين عدة آلاف من المدنيين الذين لجأوا إلى المستشفى منذ يوم الجمعة. وفروا إليه بعد أن طلب الجيش الإسرائيلي منهم إخلاء شمال قطاع غزة، تزامنا مع تكثيف الجيش لغاراته الجوية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وكان الكثير من المقيمين داخل فناء المستشفى إما من كبار السن أو غير القادرين على الحركة، ولذلك لم يتمكنوا من المغادرة إلى الجنوب.
ويقول أحد شهود العيان إنهم كانوا جالسين على الأرض عندما هزها انفجار ضخم.
ويضيف أن أفرادا من جميع أنحاء قطاع غزة وصلوا سريعا إلى مكان الحادث لتقديم المساعدة وقاموا بجمع الجثث وبدأوا في إجلاء المصابين.
وتم نقل من هم في حالة خطيرة على دراجات نارية، في حين أنه كان يتوجب على من كانت إصابتهم أقل أن يشقوا طريقهم سيرا على الأقدام تجاه مستشفى الشفاء، الواقع على بعد ثلاثة كيلومترات.
العديد من الضحايا كانوا من النازحين الذين لجأوا إلى المستشفى، معتقدين أنه مكان آمن.
ويقول شاهد عيان ثان إنه سمع شيئا قبل الانفجار مباشرة لكنه لم يعرف ما هو، مضيفا أنه عاد إلى المستشفى بعد ذلك لأنه لم يكن هناك أمامه خيار آخر.
ويقول “إلى أين يمكننا أن نذهب؟ هل سنغادر كما حدث في عام 1948؟” في إشارة إلى الحرب العربية الإسرائيلية الأولى، عندما أُجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على ترك منازلهم أو فروا منها.
وعلى الرغم مما تحظى به المستشفيات من حماية وفقا للقانون الإنساني الدولي فقد تلقى 20 مستشفى في الشمال، بما في ذلك مستشفى المعمداني، أوامر بإجلاء المرضى وموظفيه، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وتقول المنظمة إنه من المستحيل تنفيذ هذه الأوامر، نظرا لانعدام الأمن الحالي، والحالة الحرجة للعديد من المرضى، ونقص سيارات الإسعاف، ونقص الأسرّة في مستشفيات أخرى، وحذرت المنظمة الأممية من أن ذلك “سيزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية والوضع الصحي العام في غزة”.
