اليوم: أكتوبر 19, 2024

Blog Post

السعادة

السعادة والحب .. علاقة تكاملية أين ذهبت؟

العلاقة بين السعادة والحب

السعادة والحب .. علاقة تكاملية أين ذهبت؟! نسمع الأيام الحالية عن حوادث غريبة جدا وأمور كارثية في حياتنا، من حوادث قتل وسرقة بين أفراد الأسرة الواحدة، الأم تقتل ابنها، والابنة تقتل أمها والأخ يقتل أخوه، حوادث وأزمات تسبب لنا الصدمة، ومشاكل وأزمات وضغوطات تضغط على حياتنا يوميا، وأحداث تمر علينا منها السعيد ومنها الحزين ومنها ما يجعلنا نعيش في قلق وتوتر ونكون غير سعداء.

الحياة التي نعيشها عالما كبيرا من الأسرار والغموض والأشياء التي تمر بنا ونعبر الكثير من أيامها، قد يكون العبور أمنا، وقد يكون به العديد من المخاطر والخوف والمشاعر السلبية التي تفسد حياتنا, ويسير الإنسان في هذا العالم الكبير يبحث عن شيء إيجابي يتعايش معه ويتفاعل به ويشعر من خلاله بالسعادة، والحب هو تلك الأشياء التي يبحث عنها الإنسان لتحقق له السعادة.

السعادة
السعادة

هل الحب مصدر من مصادر السعادة ؟

وبالتالي فإن الحب مصدر هام من مصادر السعادة لدى الإنسان، بل يعتبر المورد الأقوى للسعادة والذي ينبع منه كل شيء سار وسعيد.
الدراسات العلمية الحديثة أكدت في الكثير من الأبحاث المختلفة أن الحب يسبب الكثير من السعادة لدى الكثير، ويخفف الكثير من أعراض الحزن والقلق والتوتر وكافة المشاعر السلبية التي تبعد عنا السعادة.

وبنظرة علمية بعيدا عن الجانب العاطفي، فإن موقع “ساينس ديلي“(Sciencedaily) العلمي، نشر تقريرا له أكد فيه أن طاقة الحب تؤدى إلى خروج أجسام داخل الجسم تجعل الإنسان يشعر بكم كبير من السعادة والسرور والعديد من المشاعر الإيجابية.

وتلك المشاعر وفقا للتقرير العلمي تخرج في صورة أعراض على جسم الإنسان يشعر بها الجميع ويلاحظها الكل على الإنسان السعيد نتيجة الحب، مثل تواجد اللون الأحمر في الخدود نتيجة ضخ دماء، وسرعة في ضربات القلب وربما الشعور بالعرق، وهي تخرج في كثير من الأحيان خلال مشاعر الخجل النابعة من سعادة الشخص من وراء الإحساس بالحب.

تأثير الحب على  حياتنا

الحب يساعد في تغيير الحالة المزاجية إلى الأفضل، كما أنه يفتح باب المال والطاقة والحماس للقادم، يفتح باب الحياة، ويجعل هناك أمل ويبعد عن اليأس والاكتئاب, ولك أن تبحث عن كم شخص شعر باليأس الشديد وربما الأمور تدهورت معه إلى حد التفكير في الانتحار، ولكن مع دخول شخص في حياته ويشعر بمشاعر الحب تتبدل الحالة بشكل كامل إلى حال أفضل وأكثر سعادة.

ربما نسمع كثيرا عن تأثير الحب في حياة الإنسان وتتحول اليأس إلى أمل وطاقة وحماس، في الكثير من الروايات العاطفية والأفلام الرومانسية، ولكن عندما تخوض تجربة حقيقية أو ترى واقعا أمامك سوف تدرك قيمة تلك المشاعر الإيجابية في حياة أي إنسان.

وفي علاقة أخرى نتحدث فيها عن السعادة والحب ربما نجد العكس، وهو تأثير السعادة على تواجد الحب، حيث كلما تواجدت السعادة كانت الحياة مفتوحة والقلب والمشاعر مفتوحة وفي قمة نشاطها، وهو ما يجعل تواجد الحب أمرا محتملا بقوة في ظل تواجد تلك المشاعر الإيجابية, وهنا ننظر إلى العلاقة بين السعادة والحب إلى أنها علاقة تكاملية، يكمل كل منهما الآخر، ويبحث كل منهما عن الأخر من أجل استكمال الدائرة التي نبحث عنها في حياتنا.

وسعادة الحب تتمثل في تواجد الشخص الذي يبادل الإنسان مشاعر الحب باختلاف أشكال الحب المختلفة، ورؤية الآخرين الذين نحبهم سعداء أم يزيد الإنسان سعادة، وكلما زادت قيمة الحب زادت السعادة، وكلما زادت سعادة الإنسان دل على قوة مشاعر الحب.

هل علاقة الحب والسعادة موجودة ؟

ولكن يبقى التساؤل، أين تلك العلاقة من حياتنا الآن، هل اختفت أم تأثيرها أصبح قليلا، أم لا تزال متواجدة كما هي؟ الإجابة أنه ليس متواجدة في عالمنا الحالي كما كانت عليه في الماضي، ولكن من المؤكد أنها لم تختف من عالمنا، ولكنها تأثرت بشكل سلبي, تأثرت بـ الضغوطات الحياتية، بالمشاكل بالصعوبات التي تواجه الإنسان دوما، تأثر بالهموم والأزمات التي تحيط بالإنسان وتجعله غير قادر على التكيف مع المشاعر الإيجابية المختلفة.

دراسات عديدة تتحدث أنه كلما ازدادت المشاكل والصعوبات والضغوطات على الإنسان ينخفض ضوء السعادة والحب بين الأفراد وتنعدم رائحة المودة وتقل المشاعر التي نحتاجها.

الضغط في حياتنا
الضغط في حياتنا

وإن الإنسان يتحرك ب مشاعره حاليا وتفكيره نحو الأمور الضرورية التي تساعده على البقاء، ولكن على الرغم من ذلك فإن الحب مطلوب حتى نستمر، لا بد ان لا نقتل تلك المشاعر الإيجابية بداخلنا مهما زادت حجم الضغوطات, لأن قتل تلك المشاعر من الحب والسعادة مع تلك الضغوطات تكون النتائج كارثية، على الأسرة والمجتمع والفرد الواحد، وتنذر بمستقبل مخيف.

✍️ احمد المدبولي

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع أيضاً