اليوم: أكتوبر 19, 2024

Blog Post

صورة تعبر عن عدم تفرقة بين الإبن والإبنة

التفرقة بين الذكر والأنثى هل لا زالت إلى الآن؟…وما تأثيرها على مجتمعاتنا

في حقيقة الأمر أن القرآن الكريم لم يترك قضية إلا وقد بينها، وعلى الرغم من أن البعض يختلط عليه الأمر ويتوقع أن الإسلام قد ظلم المرآة, وفرق بين الذكر والأنثى !! ولكن إذا ما تعمقنا أكثر سنجد أن هؤلاء أصحاب هذه النظرة هم أناس سطحية لا يتعمقون.

هل يوجد أفضلية بين الذكر والأنثى ؟

إن الاختلاف بين الجنسين ليس له أي أفضلية، والدليل في قوله تعالى {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}، وفي قوله {إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى…}، وفي قوله أيضا {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء…}, لذا فالقرآن الكريم ساوى بين الذكر، والأنثى في المكانة الاجتماعية، والمنزلة الإنسانية، ولا فضل منهما على الآخر إلا بالتقوى. ولكن كما ورد في قوله تعالى {وليس الذكر كالأنثى}, فهنا أيضا ليس معناه تفرقه بين الجنسين، وإنما هو توضيح للفارق بين الذكر والأنثى من الناحية التشريحية أو القوة البدنية، بل والنفسية أيضا.

الإسلام لا يفرق بين الذكر والأنثى
الإسلام لا يفرق بين الذكر والأنثى

وأما داخل الأسرة فقد أوصانا الله بالعدل، والمساواة مع الأبناء، حتى لها تشعر الأنثى، وهى الابنة هنا بأنها بالدرجة الثانية بعد أخيها الذكر، فهذا من شأنه أن يؤذيها نفسيا، ويخلق منها شخصية مهزوز تنظر لنفسها نظرة دونية، فعلينا أن لا ننسى أنها ستكون أما ومسئوله عن أجيال، ولا نريد أن نورث هذا الفكر الرجعي أجيالا وراء أجيال أخرى.

وهذه التفرقة من شأنها أن تبعث روح الكراهية بين الأبناء بعضهم البعض، وبالتالي تزداد نظرة الدونية للمرأة بالمجتمع, والاستمرار في معاملة الفتاة بهذه الطريقة، والتفرقة بينها، وبين أخيها لمجرد أنها أنثى (وكأن ذلك عيب كبير) ستفقد الأمان بين أفراد أسرتها، ولن تشعر بالاحتواء فيما بينهم؛ لذا ستحاول أن تبحث عن ذلك خارج نطاق الأسرة، وهذا في حد ذاته سيزيد من حدة الموضوع، وآلامها النفسية.

ما سبب التميز في المجتمعات إذا؟

١/ التفكير بأن الذكر سيزيد من استمرارية اسم العائلة، أما الأنثى فستترك منزل أبيها عاجلا غير آجلا.
٢/ التفكير بأنه من الممكن أن يكون عائلا لأسرته على عكس الفتاة.
٣/ الاعتقاد بأنه يتحمل المسؤوليات أكثر من الفتاة، على الرغم من أن هناك فتيات يتحملن أكثر من الرجال، ويتحملن فوق طاقتهن دون انتظار الشكر حتى.
فهذا الموضوع ليس له أي تأثير إيجابي، كل آثاره سلبية، وفي حقيقة الأمر فإن آثاره تتجاوز نطاق الأسرة، وتنتشر بالمجتمع.

ومن آثار ذلك:
١/ النظر بدونية للمرأة، وعدم احترامها، وهي التي أنجبت، وتعبت الليالي، ومن الممكن أن تقوم بأعمال المنزل وعملها في الوقت ذاته، ويصبح كل ما تفعله هو واجب عليها.
٢/ انتشار جرائم التعدي على المرأة بالمجتمع، بل ومحاولة إيجاد المبررات لفعل الذكر.

٣/ استحقاق أخيها لميراثها، والمبرر أنها أنثى لا يجب أن يكون لها أملاك، أو شيء باسمها.
٤/ محاولة تهميشها حتى وإن كانت تستحق التقدير.

٥/ السماح للرجل بمعرفة أكثر من أنثى، بل والتبرير له بذلك حتى وإن كان متزوجا فستصبح زوجته مقصرة في حقه، حتى وإن لم تكن.
٦/ تقبل أفعال كثيرة محرمة، والتبرير أن الذكر ليس عليه اللوم، وعدم تقبل الأفعال ذاتها من الأنثى، وكمثال بسيط لذلك تقبل الرجل المدخن، وعدم تقبل الفعل ذاته من المرأة (فأنا لا أشجع على ذلك، وأرى أن التدخين في حد ذاته حرام شرعا لأنه مؤذ، وذلك لكل من الذكر، والأنثى على حد سواء).

نظرة المجتمع تجاه الموضوع

فالمجتمع أصبح يهتم بنظرة الآخرين أكثر من اهتمامه بما حرمه الله، ومن مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام هو محاسبة كل منهما، ولن يكون هناك تبرير لأفعال الذكر لمجرد أنه الذكر!!!

وإذا دققنا بهذا المقال سنجد أن الكلمة الدارجة هي ذكر وليس رجلا!! فالرجل حق يقدر حق المرأة، والتي هي والدته من حملته وهنا على وهن، وأخته التي من المفترض أن يكون سند لها، ومصدر أمان، وزميلته في العمل التي عليه أن يحترمها، وزوجته رقيقة دربه التي يحسن معاشرتها، فالرجل حقا يقدر ذلك حق تقدير، ولا يمانع بأن تكون المرأة هي بعدما حليفته بالنجاح.

صورة تعبر عن عدم تفرقة بين الإبن والإبنة
صورة تعبر عن عدم تفرقة بين الإبن والإبنة

لذا فالمجتمع يبنى بالاحترام، والتقدير، والتعاون بين أفراده ذكر، وأنثى سويا، بل والأسرة تقام بالمودة، والرحمة، لا التسلط، والكراهية, فالاحترام، والتقدير مهم بين الرجل، والمرأة أيا كانت العلاقة التي تربطهم، بل وبين أفراد المجتمعات كافة.

✍️ زينب الشريف

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع أيضاً