عيد شم النسيم هو عيد قديم يحتفل به في مصر منذ عهد الفراعنة وحتى اليوم.
عيد شم النسيم
قد كان لهذا العيد مظاهر وطقوس خاصة أيام الفراعنة. واشتق الاسم من الكلمة الفرعونية شمو وتعنى عيد الخلق أو بعث الحياة ويسمى أيضا بستان الزروع إذ كان يعتقد القدماء المصريون أن يوم شم النسيم هو بداية الخلق. ومع الزمن تطور نطق الكلمة إلى شم النسيم.
علاقة شم النسيم وعيد القيامة
أما ارتباطه بعيد القيامة فبعد انتشار المسيحية في مصر في القرن الرابع الميلادي واجه المصريون مشكله في الاحتفال بعيد شم النسيم ويسمى أيضا عيد الربيع لأنه يقع دائما في الصوم الكبير المقدس الذي يسبق عيد القيامة المجيد وكانت فترة الصوم تتميز بالنسك الشديد والاختلاء والعبادة العميقة مع الامتناع عن جميع الأطعمة الحيوانية فكان هناك صعوبة في الاحتفال بعيد شم النسيم خلال فترة الصوم بما فيه من انطلاق ومرح وأفراح ومأكولات حيوانية لذلك رأى المصريون المسيحيون وقتها تأجيل الاحتفال بشم النسيم إلى ما بعد فترة الصوم المقدس واتفقوا على الاحتفال به في اليوم التالي لعيد القيامة المجيد. والذي يأتي دائما يوم أحد فيكون عيد شم النسيم يوم الإثنين التالي له.
الاحتفال بعيد شم النسيم
يتم الاحتفال بعيد شم النسيم في مصر بشكل خاص عن طريق بعض مظاهر الاحتفال ومنها:
تجمع الناس في المتنزهات والتجوال على ضفاف النيل والتنزه في الحدائق, والاستمتاع بالمأكولات مثل البيض الذي كان يرمز عند قدماء المصريين إلى خلق الحياة من الجماد وكان القدماء المصريين ينقشون عليه بالوان مستخلصة من الطبيعة وتبادلها مع الأصدقاء والاقارب كهدايا. وكانوا الناس يعتقدون أن البيض الملون يحمل الحظ السعيد والخصوبة والنمو وهو رمز للحياة الجديدة التي تأتي بعد الربيع.
بالإضافة إلى ذلك يقوم الناس بتناول الأطعمة الخفيفة مثل الفاصوليا والخضروات والأسماك المملحة والفسيخ ويقوم الناس أيضا بزيارة الحدائق والمتنزهات والشواطئ والأماكن السياحية في هذا اليوم. حيث يستمتعون بالهواء النقي والطقس الجميل.
بالإضافة إلى ذلك تزيين الشوارع والمنازل بالأعلام المصرية والزينة الخاصة بالعيد والتي تشمل الزهور والإكليل وغيرها من الزينة الزاهية.
وايضا تكريم العائلة والأصدقاء وزيارتهم وتبادل التهنئات والطرائف والمرح. وزيارة المزارات والمساجد التاريخية والكنائس الأثرية والأماكن الثقافية المهمة في مصر والتي تشكل جزءا من تراث البلاد.
يعد شم النسيم أيضا فرصة للناس في مصر للاحتفال بمجتمعهم وثقافتهم حيث يجتمع الناس معا في الهواء الطلق ويتبادلون الأطعمة والهدايا. ويستمتعون بالأنشطة والألعاب الشعبية كما أنه يمثل فرصة للسياح في مصر للاستمتاع بتجربة فريدة من نوعها للثقافة المصرية والتقاليد الشعبية وايضا يتمتع شم النسيم بأهمية ثقافة وتاريخية كبيرة في مصر حيث إنه يعكس التراث الفرعونى الذي لا يزال حتى يومنا هذا يشكل جزءا من الثقافة المصرية.
✍️عماد فرويز
