الآن بعد أن وصلنا للعشر الأواخر وقرب الشهر الكريم على الانقضاء يتحرى الجميع ليلة القدر لفضلها ولعظيم أجرها فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
والسؤال الآن ماذا كان يفعل النبي -صل الله عليه وسلم- في العشر الأواخر من رمضان والتي ورد أنها منها ليلة القدر؟
كان يكثر -صل الله عليه وسلم- من الطاعات في العشر أكثر من أي ليالي أخرى وهنا علينا أن ننظر للعشر على أنها فرصة للتغيير فرصة لنرى رمضان حقيقةً والتلذذ بالطاعات فمن ذاق عرف ومن عرف اغترف.
“كيف كان يقضي النبي -صل الله عليه وسلم- العشر الأواخر من رمضان للاغتنام بفضل ليلة القدر؟”
أولًا: كان -صل الله عليه وسلم- يعتكف في العشر الأواخر من رمضان ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها “أن النبي -صل الله عليه وسلم- كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله”.
ثانيًا: استغلال الوقت في الطاعة
عن عائشة رضي الله عنها “كان رسول الله -صل الله عليه وسلم- إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر”.
ثالثًا: تحري ليلة القدر
إذا كان شهر رمضان أفضل الشهور فإن العشر الأواخر هي أفضل ما في الشهر وأفضل ما فيها ليلة القدر التي من واجبنا أن نتحرى عنها كما أخبر صل الله عليه وسلم وفيها الدعاء مستجاب وقد سألت عائشة -رضي الله عنها- النبي -صل الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
فيستحب الدعاء والتضرع لله في هذه الليلة.
“علامات ليلة القدر”
بالرغم من أنه لا يُعلم أي ليلة هي ليلة القدر إلا أنها محصورة في العشر الأواخر وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن بعض العلامات المميزة لهذه الليلة فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة”.
يرجى أن تكون ليلة وترية فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريت ليلة القدر ثم أيقظني بعض أهلي فنُسيتها، فالتمسوها في العشر الغوابر”.
وأيضا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً ، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح”.
نهايةً من فاته العشر الأوائل ومرت من بين يديه الأواسط فليغتنم الأواخر فإن العبرة بالخواتيم فاستدركوا ما فاتكم فإن المسلم متى استدرك فهو يستدرك عند كريم.
كل رمضان وأنتم بخير.
