اليوم: مايو 18, 2024

Blog Post

كيفية اغتنام ليلة القدر

كيفية اغتنام ليلة القدر

أسرعت أيام رمضان ولياليه انقضاء، ومر من رمضان عشرة الأوائل ثم عشرة الأواسط، ولم يبق من رمضان إلا الثلث الأخير والعشر الأواخر.

وإذا كان العلماء قد اتفقوا على أن رمضان هو خير الشهور وأفضلها، فإنهم قد اتفقوا كذلك على أن العشر الأواخر منه هي أفضل ما فيه وأعظم لياليه؛ فهي فضل الفضل وخير الخير. وأعظمها بالإجماع ليلة القدر فهي أفضل العشر بل أفضل ليلة في الوجود.

وإذا كان رمضان قد قارب الرحيل وأشرف على نهايته فإن العبد الموفق من أدرك أن حسن النهاية يطمس تقصير البداية، وما يدريك لعل بركة عملك في رمضان مخبأة في آخره، فإنما الأعمال بالخواتيم.

فضائل ليلة القدر

1/ يغفر بها ما تقدم من الذنب، أي تصغير حساب السيئات وأنك تبدأ صفحة جديدة بيضاء نقيه لا ذنوب فيها

2/ العبادة فيها تعدل العبادة في ألف شهر، أي العمل الصالح فيها يتضاعف بقدر من عمله في ألف شهر بل خير من ذلك أي أن العمل في هذه الليلة يساوي بل أفضل من العمل في ثلاثين ألف ليلة، التسبيحة في ليلة القدر تساوي التسبيح في 30 ألف ليلة!

وحرف القرآن في ليلة القدر يساوي 300 ألف حسنة

كيفية اغتنام ليلة القدر
كيفية اغتنام ليلة القدر

والصدقة ليلتها بثلاثين ألف صدقة، والصدقة أجرها جبال الحسنات كما في الصحيحين.

والسجدة في ليلة القدر بثلاثين ألف سجدة أي يرفعك الله بالسجدة الواحدة 30 ألف درجة ويغفر لك 30 ألف ذنب.

ولكي تغتنم هذه الليلة: النوم ساعات كافية أثناء النهار للمقدرة علي العبادة أثناء الليل والانتهاء من كل الأعمال والانشغالات أثناء النهار ويتم تحديد التصدق علي من؟

كيف أقضي العشر الأواخر من رمضان

إحياء الليل كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يزيد من فعل الطاعات بالعشر الأواخر من شهر رمضان، وذلك لما روته السيدة عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنه- فقالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشرة شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله)، والإحياء قد يراد به الليل كله، وقد يراد غالبه، والمقصود “بأحياء ليله” الواردة في الحديث السابق؛ الدلالة على استغراق النبي- عليه الصلاة والسلام- الليل كله بالصلاة، وقد روت السيدة عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها- عن النبي- عليه الصلاة والسلام- حديثا آخر قالت فيه: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح، وما صام شهر متتابع إلا رمضان)، وذلك يؤيد أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يحيي أغلب الليل لا كله.

ويكون إحياء ليل رمضان بالإكثار من التهجد والصلاة، كما أن النبي- عليه الصلاة والسلام- أمر السيدة عائشة- رضي الله عنها- بالدعاء، وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يتفرغ عن الدنيا في الليالي العشر الأخيرة من رمضان، ويعتزل نساءه، ويجعل عشاءه وقت السحور، ويغتسل كل ليلة بين المغرب والعشاء، ويوقظ أهله، ويحث علي وفاطمة- رضي الله عنهما- على القيام وإحياء الليل.

كيفية اغتنام ليلة القدر

الاعتكاف في رمضان 

الاعتكاف حرص رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فقد روى ابن عمر- رضي الله عنه- عن النبي- عليه الصلاة والسلام- فقال: (كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان)، وعليه فإن الاعتكاف من السنن المؤكدة التي واظب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عليها، وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرون يوما)، وفي الاعتكاف قطع الاتصال بالبشر ابتغاء للاتصال بخالق البشر، وكلما زادت المعرفة بالله- تعالى- ومحبته والأنس به؛ أحب الاعتكاف لخالقه العظيم والتفرغ لعبادته. ولا يقتصر الاعتكاف على ليالي رمضان وحسب، بل يستحب للمسلم أن ينوي الاعتكاف في أي ليلة من ليالي العام، لكن فضله أعظم في رمضان

ويقصد بالاعتكاف لزوم المسجد لعبادة الله- تعالى- والتفرغ لها، ويبدأ ببدء العشر الأواخر من شهر رمضان، وينتهي بانتهاء الليلة الأخيرة من شهر رمضان. وقد كان النبي- عليه الصلاة والسلام- يعتكف في العشر الأوسط من رمضان طلبا لليلة القدر، ولما علم أنها في العشر الأواخر اعتكف فيها، كما أنه- عليه السلام- اعتكف في عام وفاته عشرون ليلة زيادة في الطاعة، وطلبا للمزيد من الأجر، وفي ذلك العام دارسه جبريل- عليه السلام- القرآن الكريم مرتين أيضا.

الإكثار من الصدقات اتفق الفقهاء على أن أجر القيام بالطاعات مضاعف في شهر رمضان، وبالأخص العشر الأواخر من رمضان، وذلك لوجود ليلة القدر فيها، بدليل ما جاء في صحيح مسلم عن عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها- قالت: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره)

ومن الطاعات الإكثار من الصدقات، واستحباب الصدقة وفضلها عظيم بشهر رمضان كله، لكنها في العشر الأواخر أعظم وأفضل وأكثر أجر. تلاوة القرآن وتدارسه سمى الله- تعالى- شهر رمضان بشهر القرآن، قال- تعالى-: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدىٰ والفرقان)

ولذلك يجب على المسلم أن ينشغل في رمضان بالعلم وبخاصة تلاوة القرآن الكريم، وأن يحرص على الأذكار، ففي ذلك اقتداء برسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي كان يأتيه جبريل في كل ليلة من ليالي رمضان يدارسه القرآن، فقد دارس جبريل- عليه السلام- القرآن الكريم مرتين على النبي- عليه السلام- في رمضان من عام وفاته.

كيفية اغتنام ليلة القدر

وقد روى ابن عباس- رضي الله عنه- فقال: (كان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان، حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن)، وهو الشهر الذي أنزل الله- تعالى- فيه القرآن الكريم إلى السماء الدنيا، وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقرأ القرآن الكريم، وكلما مر على آية فيها رحمة يسأل الله- تعالى- الرحمة، وكلما مر على آية فيها عذاب يسأل الله- تعالى- أن يعيذه منها. الإكثار من دعاء الله -عز وجل- كان النبي- عليه الصلاة والسلام- يأمر أهل بيته بالدعاء، وقد أخبر الله- تعالى- أنه قريب من عباده يجيب دعواتهم

فقال- تعالى-: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)، ووصف يحيى ابن أبي كثير الدعاء أنه أفضل العبادات، ولما سألت عائشة- رضي الله عنها- النبي- عليه الصلاة والسلام- ما تدعو في ليلة القدر، قال لها أن تقل: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).

فيحرص المسلم على الإكثار من الدعاء طيلة شهر رمضان، ويتحرى العشر الأخيرة منه، وخاصة الليالي الفردية علها توافق ليلة القدر، كما يجب تجنب الكثير من القول وفضول الكلام، والحرص على الكلام بخير، عملا بقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا، أو ليصمت).

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع أيضاً