كتبت / رضوي محمد متاريك
الشخصية النرجسية هل هو داء ظهر مؤخرًا أم هو متغلغل في مجتمعاتنا منذ القِدم ولا نعي ذلك، هل النرجسي لا يشعر بنفسه وما يسببه من أذى لضحاياه، أم هو على دراية كاملة بكل أفعاله، هل النرجسية ذنب سيحاسب الله صاحبها أم هو مرض ليس على صاحبه حرج، سنحاول الإجابة عن هذه التساؤلات خلال مقالنا هذا.
سمات الشخصية النرجسية
الشخصية النرجسية لها علامات عديدة بارزة من الممكن تلخيص بعضها كالتالي:-
إعجاب شديد بالذات ورغبة عارمة للتوقير الزائد عن الحد عند التواجد في أي مكان.
كرم شديد أو بخل شديد لا يوجد وسط ولكن تطرف.
التحدث عن آمال وأحلام بعيدة تمامّا عن الواقع وعدم القيام بأي أمر يساهم في تحقيقها.
الرغبة في التعرف عن معلومات عن الجميع.
الغضب الشديد الغير مبرر والخصام أو الصمت العقابي الذي قد يصل إلى شهور بدون سبب ملموس.
أهم سمة من سماتها عدم الاعتراف أبدًا بالأخطاء بل إلقاء اللوم في أي مشكلة أو خطأ على الطرف الآخر.
لا يوجد أبدًا عند هذا النوع من الشخصيات أي حفاظ على حدود من يتعامل معه.
الانتقاد الاذع للجميع وعدم الاعتراف بإنجاز أي شخصية بل التقليل من ذلك.
النرجسي مريض أم عاص لله
هذا السؤال كثيرًا ما يتم تداوله سواء من ضحايا النرجسي أو من الناس عمومًا.
الإجابة كما أوضحها أطباء الصحة النفسية هو أنه مُصاب باضطراب نفسي وهذا صحيح، لكنه يعي ما يفعل ويُدرك عواقب ذلك وعلى كامل العلم أن ما يقوم به يؤذي الطرف الواقع عليه أفعاله.
لذا فهو شخص سوف يواجه من الله عقوبة الإنسان المؤذي والمُفسد فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز
“مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ”.
فقتل النفس هنا لم يُقصد به فقط قتل الأجساد فقط وإنما قتل الروح وطمسها بالتحقير وسوء المعاملة.
لذا فيجب أن يعي كل من لديه هذه الصفات أو إحداها أن عليه أن يسعى للتغيير، وذلك لأن عقابه سيكون شديد عند الله.
ولا يُلام أي إنسان يُحاول أن يحمي نفسه من سموم الشخصية النرجسية والبحث عن طرق للتصدي له، وأحيانًا الابتعاد عنه تمامًا وإخراجه من حياته.
نماذج للشخصية النرجسية
جسدتها السينما المصرية
ولكي نستطيع أن نقرب صورة الشخصية النرجسية للقاريء سنقوم بعض النماذج التي عرضتها السينما على مدار العصور تجسيدا لهذا النوع من الاضطراب النفسي.
أشهر نماذج للشخصية النرجسية هو شخصية السيد أحمد عبد الجواد بطل ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة والتي جسدها للسينما يحيى شاهين.
يوجد كذلك نموذج شخصية تيمور التي قام بها أحمد السقا في فيلم حديث يُدعى تيمور وشفيقة.
وفي فيلم ماجدة المعروف المراهقات قام الفنان عدلي كاسب بتجسيد هذه الشخصية بمنتهى البراعة.
قامت أيضًا بتقديم هذه الشخصية الفنانة أمينة رزق في فيلم أين عمري الذي تم تقديمه في فترة الستينات.
هناك كذلك شخصية قدمتها الدراما وهي شخصية نازج السلحدار التي قامت بها صفية العمري في مسلسل ليالي الحلمية.
الشخصية النرجسية داء بدأ في الانتشار والتكاثر خلال مجتمعنا، لذا كان من الطيب إلقاء الضوء على هذه الشخصية وما تتصف به، فعلى كل أفراد المجتمع توخي الحذر من أن يصاب الإنسان بهذا الداء اللعين، وأن نربي أبنائنا على الخلق القويم واحترام الآخر والرحمة بكل من يتعاملوا معهم.
