اللقاء الأول بين أنور وجدي وفريد شوقي
فى عام 1947 تم إنتاج فيلم ” قلبى دليلى”، من بطولة أنور وجدى وليلى مراد وكان الفيلم من إنتاج الشركة التي كانت ملكا لهذا الثنائى الفنى الأشهر وقتها، وكان الفنان فريد شوقى أحد أفراد الفيلم ضمن رجال العصابة، حيث كان لترشيح وحش الشاشة من أجل التواجد في هذا الفيلم قصة كبيرة كانت داخل الكواليس، و نواة اللقاء الأول بين العملاقين فريد شوقي وأنور وجدي.
وقتها كان فريد شوقي وجه معروف في السينما ولكن لم يكون نجما ووقع الاختيار عليه وتوجه إلى مكتب الإنتاج التابع لانور وجدى فى عمارة الايموبيليا الشهيرة فى وسط البلد وكان اللقاء الأول بين النجمين أنور وجدى وفريد شوقى، ويحكى أن أنور وجدى كان يرتدى بدلة من افخم البدل فى مصر حيث كان وجدى معروف بشياكته.
الحوار الأول بين النجمين
وجلس فريد شوقي لتوقيع العقد وسأله أنور وجدى: هتأخد كام.
يرد فريد شوقي: أنا كنت باخد ١٠٠ جنيه وعايز أزيد شويه أبقى ١٥٠.
يرد أنور وجدى ساخراً: انت هتمثل فيلم مع انور وجدى وليلي مراد هيشوفوا العالم كله .. ده انت المفروض تدفعلى فلوس.
يرد فريد شوقي: ليه؟ أدفع فلوس ليه؟ .. مش أنتوا عندكوا فى السينما بتدفعوا فلوس.
يرد أنور وجدى: ٥٠ جنيه، فيرد فريد: لا أسف جدا مقدرش.
يرد أنور وجدى: خلاص اتفضل.
يخرج فريد شوقي ويلتقى بالفنان استيفان روستى ويروى له ما حدث ليرد روستى و ينصحه بالعودة وقبول مبلغ ال٥٠ جنيه ويؤكد له أنها فرصة أن يتواجد فى فيلم من بطولة أنور وجدي وليلى مراد مضمون النجاح والجماهيرية.
ليستمع فريد شوقي الى نصيحة استيفان روستى ويعود لأنور وجدى من جديد ويُبلغه بالموافقة على المبلغ، ليرد أنور وجدى قائلا: أهو كده برافو عليك، ويوقع العقد.
التحديات في وجهه وحش الشاشة
وفى أول يوم تصوير يحضر فريد شوقي إلى ستوديو مصر للتصوير فيفاجئ ببعض من يحاولون التشويش عليه بحجة أن الدور صغير أشبه بالكومبارس وأنه قام بأدوار أفضل من ذلك، وأن أنور وجدى يريد القضاء عليه مبكراً حتى لا يخطف منه الأضواء.
يقتنع فريد شوقي بهذا الكلام فيه البداية ويحاول الفرار من الباب الخلفى لاستديو مصر إلا أنه يلتقي بالمخرج حسن الصيفى المخرج المساعد لأنور وجدى آنذاك، حيث يسمع من فريد شوقى سبب هروبه و رغبته في الابتعاد عن الدور، إلا أن الصيفى يقنعه بالعودة والصبر على الدور وبالفعل من أول مشهد يقوم به فريد شوقي ينال إعجاب أنور وجدى الذى يشيد بقوة بأداء العملاق فريد شوقي، ويقرر بعدها التوقيع معه خمسة عقود بخمسة أفلام بأجور أعلى.
وتبدأ بعدها سلسلة من الأفلام بين النجمين، ظلت راسخة في تاريخ السينما المصرية.
الرواية بالكامل على لسان الراحل فريد شوقي قبل وفاته خلال تقديمه “مشوار حياته”.
✍️أحمد المدبولي
