اليوم: أكتوبر 19, 2024

Blog Post

الاحتفال بأحد الشعانين

احتفالات المسيحيين بأحد الشعانين فى عصر الدوله الفاطمية

أحد الشعانين هو أحد الأعياد المسيحية التي يحتفل بها المسيحيون كل عام. يحتفلون به قبل عيد القيامة ويشير إلي دخول السيد المسيح أورشليم حيث تم استقباله بالأغصان والورود وهو يركب جحش ابن أتانا, ويعتبر هذا الاحتفال جزءا من أسبوع الآلام الذي يبدأ بأحد الشعانين وينتهي بعيد القيامة.

الاحتفال بأحد الشعانين في الدولة الفاطمية

كانوا أيام الدولة الفاطمية يخرجون فيه حاملي سعف النخيل ويدورون حول الكنيسة ومعهم الورود مترنمين بألحان ذلك اليوم الجميلة والكهنة والشمامسة بملابسهم الكهنوتية.

ويقول المقريزي عنه” في ذلك إن يملوا إناء من ماء ويرمون عليه (أي يقرءون المزامير) ثم يغسل الكاهن للتبرك به أرجل سائر المسيحيين.

احتفالات المسيحيين بأحد الشعانين فى عصر الدوله الفاطمية

عادات أثناء الاحتفالات

ويذكر أبو المكارم في تاريخه أنه كانت هناك عادة موجودة في كنيسة القديس مركوريوس بحارة زويلة في عيد الزيتونة (أي أحد الشعانين) وهذا الاسم الذي أطلقه المقريزي أيضا على هذا اليوم ويقول: كانت عادة كهنة هذه الكنيسة وشعبها يجتمعوا فيها في يوم العيد في كل سنة ويصلون بها العشية ويخرجون إلى الشوارع بالإنجيل والصلبان والمجامر والشمع ويصلون عليه ويقرأون الإنجيل ويدعو للخليفة ووزيرة ثم يعودون إليها ويكملون نهارهم يصلون وينصرفون.

وتبدأ صلوات هذا اليوم المقدس في مساء سبت لعازر ففي مساء هذا اليوم يقطع المسيحيون سعف النخيل وأغصان الزيتون ويزينونها بالشموع ويصعد الكهنة إلى قلاية الأب البطريرك أو الأسقف بملابسهم الكهنوتية ومجامرهم في أيديهم والشمامسة حاملين الشموع يرتلون أمامه لحن الشعانين حتى يصلوا إلى الخورس ويبدو أن عادة تحية القادمين بالسعف كانت معروفة في مصر الفرعونية. وموكب الشعانين هذا كان يعرف في القرون الوسطى بإسم ” دوران الزيتونة” وهذا يكون موكب احتفالي مهيب.

ويذكر أبو المكارم في مخطوطة أن المسلمين في هذا اليوم في مصر من عادتهم في عيد الزيتونة (أي الشعانين) أن يعملوا الزيتونة في الأسواق وأصناف الحلوه ويوزعونها على المسيحيين ويوقدون الشموع والمصابيح في الشوارع ويكون لهم فيه فرح ومسره عظيمة.

وعلى الرغم أن أحد الشعانين هو احتفال ديني مسيحي فإن الدولة الفاطمية كانت تتسم بالتسامح الديني والاحترام للأديان الأخرى.وكانت تسمح للمسيحيين بممارسة عقائدهم واحتفالاتهم بحرية.وكانت هناك مجموعة من المسيحيين الذين يعيشون في البلاد ويمارسون عقيدتهم بحرية وكانوا يحتفلون بعيد القيامة وغيره من الأعياد المسيحية دون تدخل أو قيود من الحكومة.

ومن المعروف أن الدولة الفاطمية كانت تشجع على التعايش السلمي بين الأديان المختلفة وكانت تدعو إلى الحوار والتفاهم بين الأديان المختلفة. والثقافات المختلفة لذلك فإنه لم يكن هناك تضيق على المسيحيين في ممارسة عقيدتهم أو احتفالاتهم الدينية.

وكانت تشمل احتفالات عيد أحد الشعانين في الدولة الفاطمية العديد من المظاهر الدينية من بينها التهنئة بالعيد بين الناس وتبادل الهدايا.وكانت تعتبر احتفالات عيد الشعانين في الدولة الفاطمية من أهم الأحداث الدينية و الاجتماعية.

الاحتفال بأحد الشعانين
الاحتفال بأحد الشعانين

الاحتفالات بأحد الشعانين الأن

أما الآن فتختلف طرق الاحتفال بأحد الشعانين بين البلدان والثقافات المختلفة ففي بعض البلدان يتم تزيين الكنائس والمنازل بالأغصان والزهور ويقوم المصلون بحمل الأغصان خلال الصلوات كما يتم تقديم الأغصان في مظاهر الاحتفالات الشعبية في بعض البلدان.

وفي العديد من البلدان.يقوم المصلون بتناول طعام الفطيرة “المعروفة باسم فطيرة الشعير” وهي طعام تقليدي يشتهر به المسيحيون خلال هذا الاحتفال وعموماً يعتبر أحد الشعانين فرصة للتفكير في أهمية حياة التوبة والعطاء والمحبة.

✍️عماد فرويز

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع أيضاً