رسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي
“لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا”, هذه هي رسالتي عبر عيون الغد إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي, ليس بخاف على شعب مصر الشقيق مثلما ليس بخاف على شعبنا اليمني من أقصاه إلى أقصاه التصريحات الأخيرة التي أقدم عليها وزير الخارجية اليمني القادم من ساحات الإخوان المدعو أحمد عوض بن مبارك والمتمثلة بقيام الوزير المقرب من إخوان اليمن بزيارة إثيوبيا ولقاءه بمسؤولين في الخارجية الإثيوبية وطوافه على سد النهضة وتلفظه بتصريحات نابية دخيلة تمس الأمن القومي المصري وتضر به مثلما تضر بالعلاقات اليمنية المصرية التي كانت وظلت على أوجها منذ قيام جمهوريتي مصر واليمن إلى أن جاء الوزير أحمد بن مبارك فحاول إفسادها وتعكير صفوها بتصريحاته.
تصريحات الوزير تفتح الباب لرفض الشعبين
كان من الواضح للشعبين اليمني والمصري أن تصريحات ومواقف الوزير المقرب من إخوان اليمن لا تمثل مواقف اليمن شعبا بقدر ما تمثل موقف إخواني قام به الوزير أحمد بن مبارك سعيا لإثبات ولاؤه للحزب انتمائه للجماعة كي يخلد في الحقيبة الوزارية حقبة أطول و مدة أكثر.
ولقد كان ما أسعدني هي ردة الفعل الشعبية اليمنية التي تمت على لسان مثقفين وسياسيين وناشطين وصحفيين وإعلاميين يمنيين إذ قام كل أولئك بإدانة ما أقدم عليه الوزير و تأكيدهم على عمق ومتانة العلاقات الأخوية التي تربط بين شعبنا وشعب مصر الشقيق منذ الأمد البعيد.
وبصفتي شخص يمني وواحد من أولئك الذين ذكرتهم لا يسعني إلا أن أعلن تضامني مع شعب مصر الشقيق والصديق الذي ما عهدناه لنا إلا أخا وما عرفناه لنا إلا صديقا وشقيقا معلنا عن تبرؤ وتبرؤ كافة الأوساط الشعبية اليمنية مما أقدم عليه الوزير المقرب من إخوان اليمن الذي حصل على منصبه ووصل إليه بترشيح من قادتهم و بتزكية من مقرات حزبهم.
مصر واليمن شعب واحد
إنّما أقدم عليه الوزير ليدل على أنه يمثل اليمن شعبا بقدر ما يمثل موقفا إصلاحيا إخوانيا حاقدا ناقما يؤكد تحذيرنا لمصر من إخوان اليمن ويوضح خطورتهم علينا وعلى مصر،
ولقد كنت أنا ومنذ أمد بعيد أطلق تحذيرات لمصر الشقيقة بقيادة رئيسها عبدالفتاح السيسي من إخوان اليمن وبأنهم يكيدون بها ويتربصون بها و يتحينون الفرصة لإظهار ما في نفوسهم من حقد وإبداء ما في صدورهم من غِلّ على البلد الصديق الذي ما عهدناه لنا إلا عونا وما عرفناه لنا إلا سندا.
ولقد كان إخوان اليمن هم من أجبروا سياسيا على إخفاء سوء نواياهم تجاه مصر وحانت اللحظة لكشف ما في نفوسهم ولإظهار ما في قلوبهم وما تضمره ضد شعب مصر الشقيق.
وبالرغم من أنني وغيري من اليمنيين نعلن تضامننا مع الشقيقة مصر ضد تصريحات ومواقف سفيهنا وزير الخارجية اليمني المقرب من إخوان اليمن أحمد بن مبارك إلا أننا في الوقت ذاته نناشد مصر حكومة وشعبا وعلى رأسهم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري ألّا يتخذوا أي إجراءات ضد اليمنيين سواء الذين بداخل مصر أو منهم خارجها كردة فعل على التصريحات التي أقدم عليها وزير الخارجية أحمق بن مبارك القادم من ساحات إخوان اليمن.
رسالة إلى شعب مصر
فيا أيها المصريون حكومة وشعبا والرئيس عبدالفتاح السيسي لا تؤاخذونا بما فعله السفهاء منا ولا تقوموا بأية ردة فعل ضد أي يمني أو يمنية مقيم على أرضكم ما لم يكن إخوانيا،
ولعل في الموقف اليمني الشعبي ما يشفي صدور أشقاءنا المصريين وما يطيب نفوسهم ومن ينظر إلى مواقف اليمنيين ويقرأ ما يكتبونه وما ينشرونه على صحفهم و صفحاتهم ومواقعهم في السوشيال ميديا ما يؤكد عمق ومتانة العِلاقة بين الشعبين الصديقين وبأن الوزير لا يمثل إلا ذاته ولا يعكس إلا سياسات حزبه وأما نحن ومصر فلمن عهدنا إلا إخوة وأصدقاء وأشقاء لنا ما لمصر وعلينا ما عليها ولمصر مالنا وعليها ما علينا منذ بداية التاريخ وإعلان قيام جمهوريتي اليمن ومصر.
ولقد أكد الشعب اليمني مرارا وتكرارا على تضامنه الكامل مع مصر حكومة وشعبا بقيادة الرئيس السيسي ووقوفه إلى جانب حقوقها المائية فلتنظر لنا مصر كأشخاص يمنيين على أن هذا هو موقفنا وأننا شعب واحد وليس كما صرح الوزير أحمد بن مبارك ولا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا.
✍️ بلال الصوفي
