اليوم: أكتوبر 19, 2024

Blog Post

بايدن ونتنياهو

تصريحات جو بايدن نهاية شهر العسل بين واشنطن وتل أبيب

تصريحات مدوية، ولهجة معادية على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن وجهها عبر وسائل الإعلام العالمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

تصريحات أم تهديدات ؟

الرئيس الأمريكي جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن

جاءت تصريحات بايدن خلال زيارته المحلية لإحدى الجمعيات في الولايات المتحدة، في معرض التمهيد لحملة إعادة ترشحه في انتخابات الرئاسة الأمريكية لولاية ثانية،حيث قال فيها: “اسرائيل بدأت في فقد الدعم الأمريكي و الأوروبي بسبب القصف العشوائي على المدنيين في غزة.

وأضاف “يتعين على نتنياهو تغيير الحكومة الإسرائيلية التي يترأسها لإيجاد حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني فالحكومة الحالية هي أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ إسرائيل وهي لا تريد حل الدولتين”.

قلق جو بايدن

اجتماع قادة إسرائيل
اجتماع قادة إسرائيل

لم تكن تلك مجرد تصريحات عادية، وإنما صواعق نزلت على رأس نتنياهو وحكومته، التصريحات أثارت جدلا واسعا حيث عكست وجود شقاق كبير بين بايدن ونتنياهو، واختلاف في الموقف الحالي بينهما إزاء الحرب الفلسطينية الإسرائيلية.

جو بايدن الأمريكي الداعم للكيان يخشى من تفاقم الوضع وانفجاره في المنطقة إذا طال أمد هذه الحرب، حتى لا يجر الصراع أطرافا أخرى مثل إيران أو سوريا أو لبنان أو مصر، مما يستدعي دخول أطرافا إقليمية أكبر مثل روسيا والصين، مما ينذر بحرب عالمية ثالثة قد تدمر أول ما تدمر الهيمنة الأمريكية نفسها.

نتنياهو يقامر

من جانبه فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يصارع داخليا من أجل الإبقاء على شعبيته، وسط انتقادات حادة لسياسته ومظاهرات مناهضة له، و مطالب لا تكل من أهالي الأسرى بعودتهم سالمين.

نتنياهو يتشبث بمقعد السلطة والحكم ولا يهتم إلا بنفسه يحاول الخروج من الحرب بأي مكسب لحفظ صورته من أجل الإستمرار في الحكم وتفادي المساءلة القانونية، فهو يريد أن يستمر في هذه الحرب ولو على جثث الجنود الإسرائيليين أنفسهم مما يعرض التحالف مع أمريكا للخطر.

سر الخلاف

أكثر من خبير سياسي أوضح أن تصريحات جو بايدن الأخيرة والخلاف بين واشنطن وتل أبيب أساسه هو اختلاف وجهات النظر عن اليوم التالي لما بعد الحرب، ومن سيكون له قيادة غزة؟، حيث يرى الجانب الأمريكي عودته تحت سيطرة حكومة أبومازن الخاضعة لهم، أما نتنياهو فيريد تفريغها تماما من أية حكومة فلسطينية.
كما أن واشنطن تريد وقف إطلاق النار خوفا من اشتعال الصراع وتداعياته بينما تل أبيب تريد المضي قدما دونما أية حسابات لتداعيات الموقف،  و كل ما يشغلها إنقاذ صورتها القوية التي سقطت في الوحل بأيدي المقاومة الباسلة بأسلحة بدائية.

سياسين يهود

وزير الدفاع و رئيس الأركان الإسرائيلي
وزير الدفاع و رئيس الأركان الإسرائيلي

كعادتهم حاول الساسة اليهود تلطيف حدة الموقف وتجميل الصورة أمام العالم بالقول بأن تهديدات بايدن الغاضبة هي نصائح من دولة صديقة، وهي تعلم أن إسرائيل دولة مستقلة ديمقراطية تتخذ قراراتها بنفسها، لكن الواقع يقول أنه لولا وقوف أمريكا خلف الكيان ماديا وعسكريا ما صمد كل هذه المدة أمام ضربات المقاومة الموجعة، والواقع أيضا يقول أن أمريكا لم تعترض طرح مشروع قرار بوقف إطلاق النار أمام مجلس الأمن هذه المرة.

الخلاف كبير و جو بايدن تناقصت شعبيته جدا كما الولايات المتحدة داخليا وخارجيا، وساءت صورتهما خصوصا مع تراجع فرنسا وبريطانيا وألمانيا عن دعم إسرائيل غير المشروط مع تزايد الرفض الشعبي العالمي للمجا.ز.ر اليهو.د.ية التي ترتكب في حق الفلسطينيين.

الخسارة وشيكة جدا للكيان ومع كل يوم تتأكد هذه الفرضية، ولا شك إذا رفعت واشنطن يدها عن تل ابيب فسيكون ذلك سبب كبير في إنهاء هذه الحرب وانتصار الفلسطينيين.

1 Comment

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع أيضاً