اليوم: أكتوبر 19, 2024

Blog Post

الساحر محمود عبد العزيز سكندري خطفته القاهرة

الساحر محمود عبد العزيز سكندري خطفته القاهرة

في شهر نوفمبر من كل عام تحل ذكرى وفاة واحد من عباقرة الفن المصري النجم الكبير محمود عبد العزيز الملقب حباً بالساحر والمشهور اجتماعياً برأفت الهجان والمعروف فنياً باسم الشيخ حسني.

نشأة محمود عبد العزيز ودراسته

ولد الفنان محمود عبدالعزيز في عام 1946 بحي الورديان الشعبي الشهير بالإسكندرية لأسرة متوسطة الحال. في مطلع شبابه درس بكليه الزراعة بجامعة الإسكندرية وبرزت موهبته علي مسرح الجامعة.حاول بعد التخرج أن يجد له مكاناً في الوسط الفني في مجال التمثيل إلا أنه لم يوفق بسبب تعنت أحد المخرجين ضده في بدايته.

محمود عبد العزيز صانع التحف
محمود عبد العزيز صانع التحف

السفر إلى فيينا

فكر بعد ذلك في الهجرة إلى فيينا لكنه اضطر للعمل بائعاً للصحف والمجلات لتوفير نفقاته. مكث الشاب محمود عبد العزيز في النمسا ثلاثة أشهر، جال خلالها الشوارع بغحثا عن مكان يأويه، حتى اضطر لأن ينام في محطات المترو، ولكن عند قدوم شهر رمضان شعر بالحنين إلى أهله وإلى معشوقته الإسكندرية، فيقول متحدثاً عن هذه الفترة “اشتقت لأمي ولأخوتي وقطعة الكنافة وكوب الشاي”، وبعد إعادة التفكير قرر ألا يكون دوره في الحياة محصوراً في جلب الاموال فقط ولذلك رتب نفسه للعودة ثانية إلى مصر.

العودة

بعد شهور معدودة رجع محمود عبد العزيز إلى الإسكندرية وقرر أن يستكمل دراسته في الدراسات العليا متخصصاً في دراسة النحل، وتم تعيينه في الجامعة بمرتب 16 جنيهاً، لكن كما حكى هو سابقاً أنه لم يكن طموحه أن يحصل على الماجستير لذاته ولكن كان طموحه تحقيق شئ كبير ومميز في مشوار حياته.

بداية مشواره الفني

المخرج والممثل الكبير نور الدمرداش كان صاحب الفضل عليه في دخول الوسط الفني في السبعينات، حيث رشحه لأداء دور ضابط مخابرات مصري، في مسلسل “كلاب الحراسة”، ثم رشحه لدور في مسلسل الدوامة، واستمر في العمل معه بعد ذلك كمساعد مخرج في ثلاثة مسلسلات أخرى. لكنه رغم هذا التقدم بدأ مشواراً جديداً مع المعاناة حيث كان محتاجاً للإقامة في القاهرة بشكل دائم، فكان مضطراً للتبييت في أي مكان متاح، محطة سكة حديد، أو عند بعض أقاربه البعيدين الذي كان يضطر لتذكيرهم بشخصه وصلة قرابته بهم!

انطلاقته الحقيقية

بدأ فعلاً مشواره مع النجومية بعد أن خطف الأنظار اليه في فيلم (الحفيد) والذي شارك فيه كوجه جديد.
استمر بعدها في تقديم دور الشاب الوسيم الرومانسي في عدد من الأفلام نظراً لوسامة ملامحه، بل إنه في ذلك الوقت اشتهر بين المخرجين بأنه البديل الأقل أجراً للنجم المشهور وقتها حسين فهمي نظراً لتشابه ملامحها في الطول والشعر الأشقر والعيون الزرقاء، وكثيراً ما تمنى الساحر أن يخرج من قفص هذا الدور ويلعب أدواراً أخرى يبرز فيها إمكاناته التمثيلية وطاقاته الإبداعية أمام الجمهور والنقاد.

علامة فارقة

في العام 1982 جاءه السيناريو الذي غير مجرى حياته حيث عرض عليه المخرج الكبير على عبد الخالق دوره في فيلم العار من تأليف المؤلف المبدع محمود أبو زيد،
ورغم أن مساحة الدور كانت تعتبر بطولة ثالثة بعد دوري النجمين نور الشريف وحسين فهمي لكنه قبل به علماً بأنه وقتها قدم أدوار البطولة المطلقة، إلا أنه راهن على هذا الدور الذي يقوم فيه بتجسيد طبيب أعصاب يعاني صراعاً داخلياً عنيفاً حينما يفاجأ أن ثروة أبيه وتركته عبارة عن مخدر.ا.ت وبدلاً من أن يكون المعالج منها عليه لكيلا يفقد ثروته أن يتاجر هو نفسه فيها.
يعرض الفيلم في صالات السينما ويحرز نجاحاً مدوياً لينجح معه الساحر أيضاً ويعلن عن نفسه كممثل مبدع من الطراز الفريد.

مشوار محمود عبد العزيز الكبير

تنوعت ادواره السينمائية بعد ذلك فبعد العار قدم روائعا للفن السينمائي المصري مثل الكيف وجري الوحوش والكيت كات وإعدام ميت والساحر وغيرها الكثير.

الكيت كات

من أكبر العلامات في تاريخ محمود عبد العزيز كان فيلم الكيت كات من إخراج المبدع داوود عبدالسيد والذي قدم فيه شخصية الشيخ حسني الكفيف الذي يعيش بمنطقة الكيت كات وهو الشخص المحب للحياة والموسيقى والذي يواجه العالم بنور البصيرة لا البصر ويتغلب على أزماته بالسخرية والضحك، شخصية أضاف لها محمود عبد العزيز من سحره الخاص فتوهجت وتألقت وسكن قلوب المصريين ورغم التوقعات بعدم نجاح الفيلم حتي من صانعيه بسبب موعد عرضه في وقت دخول المدارس ولحبكته التي تجعله فيلماً من أفلام المهرجانات التي تعجب المثقفين لكنها لا تعجب الجماهير، إلا أن الفيلم خالف كل التوقعات ونجح نجاحاً عظيماً في شباك التذاكر وحصد على العديد من الجوائز كأفضل ممثل وأفضل مخرج وأفضل فيلم في مختلف المهرجانات الدولية والمحلية.

الشاشة الصغيرة

على شاشة التلفاز قدم أيضاً العديد من الأعمال الناجحة على رأسها رائعته الكبيرة رأفت الهجان للمخرج يحي العلمي والتي صارت تراثا فنيا في قلوب الجماهير. كما أضاف لنا مسلسلات رمضانية كبيرة مثل محمود المصري و باب الخلق وجبل الحلال وكان آخر أدواره على الإطلاق مسلسل راس الغول.

عبد الملك زرزور

في السينما كان دوره العملاق في فيلم ابراهيم الأبيض آخر أدواره في عام 2008.
عبد الملك زرزور الدور الأيقوني لمحمود عبد العزيز ودرة إبداعه السينمائي بجوار شخصية الشيخ حسني في فيلم الكيت كات. أتقنه أيما إتقان. كل نظرة وكل لفته منه في هذا الدور تستحق الدراسة وعلى مستوى شخصي في رأيي إن أداء محمود عبد العزيز لشخصية عبد الملك زرزور يوازي دور مارلون براندو في شخصية دون كورليوني في السلسلة العالمية الأب الروحي.

وفاة محمود عبد العزيز السكندري

يذكر موقع ” عيون الغد” أن الفنان محمود عبد العزيز عاني أكثر من مرة من أزمات صحية في حياته آخرها كانت عام 2016 التي انتهت بوفاته ليدفن كما وصى بمقابر (أم كبيبه) بالورديان بجوار منزله الاول في الاسكندرية التي عشقها ورغم الترحال الكثير لم تخرج منه ولم يرض أن يخرج منها.

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع أيضاً