خلال اليومين الماضيين تصدر تريند أزمة الفنان بيومي فؤاد بعد تصريحاته و مهاجمته للفنان محمد سلام أثناء ختام مسرحية زواج اصطناعي في موسم الرياض نظرا لاعتذار الفنان محمد سلام عن دوره في العرض المسرحي المقام في السعودية تضامناً مع أهل غزة.
أسقط “طوفانُ الأقصى” كلّ الأقنعة الزائفة، والدموع الكاذبة وكَشَفَ زَيْف الادّعاءات الكاذبة والشعارات الخادعة والفيديوهات الخاطئة التى روَّجَها أصحابُ ما تُسمَّى الحضارة الغربية، عن إنسانية ومشاعر ورُقِىِّ وتحضر ما يدّعون الانتساب إليه.
نتوهم أننا لا نسمع صوتهم أصبح من يري الأحداث والجرائم التي مازالت ترتكب علي أنها مشهد من مسلسل, ماذا؟! أصبحنا نرى الأحداث بقلوب باردة أصبحنا ننكر أصوات النساء والشباب والشيوخ ورعشة الأطفال.
أرى أن البعض اتجه للترفيه والكوميديا هكذا وصلنا بعالمنا كيف لنا أن نقوم بمقاطع ومشاهد مضحكة وترفيه وإخواننا تبكى وتصرخ وجعا علي فقدان بلدانهم وعائلتهم.
كل هذا لا يستحق وقف فترة عن الترفيه والكوميديا حداد على اخواننا وأطفالنا ونسائنا وشهدائنا في فلسطين؟! فالفن الذي يتحدثون عنه ما هو إلا عرض مشكلات المجتمع وحالة المجتمع سواء انتصار أو هزيمة أو حرب وتجسيد للواقع.
فكم تبلغ هذه الرقصة الراقية للفنان بيومي فؤاد بجانب بكاء وقتل الأطفال في غزة, فنحن نعيش حالة من أصعب الحالات على مر العصور فهذه حرب ضد الإنسانية، والانتصار الحقيقي فيها للطفل الغزاوي الذي يريد البقاء حر على أرضه, فذلك الوقت لا يستحمل أية ترفيه وكوميديا ويجب علينا جميعاً مقاطعة المنتجات التي تدعم وتمول قوات الإحتلال الصهيوني ضد إخواننا في فلسطين فمن هذه المنتجات تصنع الأسلحة والقنابل التي تطلق على أهل فلسطين.
الفن الراقي
وأنا أتصور أن الفن المصري الأصيل أكبر وأرقى من أن يقام في السعودية في هذه الفترة العصيبة على يد تركي ال شيخ, علما بأن الفن المصري في هذه الحالة الصعبة يقوم بتجسيد الحالة الاجتماعية السائدة في هذا الفترة الصعبة ويقوم الدور العظيم وهو رفع الحالة المعنوية للمجتمع.
تصريحات بيومي فؤاد ضد محمد سلام
أصبح الفنان بيومي فؤاد في القائمة السوداء ولاقى هجوم نشطاء السوشيال ميديا عليه بعد انتقاده للفنان محمد سلام, وقام بغلق صفحته الرسمية والموثقة علي “إنستغرام”، وذلك بعدما اتخذ إجراء أول أمس بغلق خاصية التعليقات على كافة حساباته
وكان الحساب الرسمي للفنان بيومي فؤاد، فقد مليون متابع منذ بداية الهجوم الذي تعرض له، حيث كانت الصفحة يتابعها 9 ملايين و800 ألف متابع لتصل إلى 8 ملايين و800 ألف متابع قبل إغلاقها.
في هذه الفترة والحالة التي يعيشها أهل فلسطين يجب أن نترك أثر طيب سواء بموقف أو دعوة أو مساعدة أو نكتفي بالصمت دون تجريح وعند هذة النقطة نتحدث عن من يقوم بالتهريج والرقص على أصوات الأطفال وتقديم مشاهدهم الهزلية.
والعالم الذى كان حراً لم يعد يذرف الدموع من أجل أطفال غزة, ولا من أجل مئات الضحايا من الأبرياء رحلوا وكل منهم له قصته الذى لم تبدأ بعد الذين لقوا حتفهم جراء الهجمات الإسرائيلية التي طالت المدنيين, ومازال منهم تحت الأنقاض لم يتم العثور عليهم.
والعالم الذى كان حراً لم يدعو إسرائيل إلى التوقف عن تشريد الأبرياء وتهجيرهم خارج أرضهم.. ولم يتأثر بضرب المستشفيات بل وتدميرها, ولم يتوقف ويتساءل عن عواقب كل ذلك, ولم يحاول لو على استحياء أن يصدر قرارا من أى نوع عبر أى منظمة دولية يدعو لوقف القتال لحماية الأرواح ووقف نزيف الدماء.. العالم فجأة أصابه العمى فلم يعد يسمع أو يشاهد أو يتأثر لأن العالم الذى كان حراً خضع لإرادة القوى العظمى التى كانت هى أيضا أسيرة لنفوذ صـ,ـهـيوني متغلغل في كل دوائر صناعة أية القرار.
موقف الفنانين الآخرين تجاه القضية
وهناك فئة من الفنانين قاموا بحذف فيديوهاتهم التي كانوا يدعمون فيها القضية لأن هذا يتعارض مع تمثيلهم المسرحيات الهزلية وهناك من تخلى عن مبادئه واعمي بصره وقلبه عن كل هذه الأحداث وقام بتلك المشاهد الكوميدية .. عن أية إنسانية ومشاعر تتحدثون ؟!
بيومي فؤاد ومحمد سلام
لا أقصد بأن نتوقف عن عملنا ولكن المعنى هنا أن نتوقف فترة عن الضحك والرقص وتقديم المشاهد الترفيهية الذي لم يكن له داعي في تلك الظروف بالإضافة إلى ذلك هناك من كان أكبر من كل هذا واعتذر عن حضوره لعدم استطاعته على تمثيل مقطع مضحك وترفيهي وأخواتنا يُقتلون دون أدني رحمة الفنان “محمد سلام” قائلا ” دى قضية كل مسلم وليست قضية شعب لما ربنا يتوفانا ويسألنا كنتوا بتعملوا أي كنت بغني وبرقص وأخواتنا بيتقتلوا” ؟! الفنان الذي أظهر شهامته وأوضح حقيقة معظم الفنانين في ظل تلك الجرائم والإبادة الجماعية التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني.
هناك أشخاص تترك أثراً كبير في تلك الظروف سواء كان سيئا أو إيجابيا ولن يمحى من عقول المجتمع فاصنع ما تحب أن يتحدثوا به الناس عنك.
ولكن بعد كل هذا هناك أمل, فالحرب ستنتهي وستشرق الشمس مرة أخري، علي الأراضي الفلسطينية وسيأتي الانتصار لا محالة من قدومه.
في النهاية نحن لسنا في مجرد مرحلة مؤقتة بل هي حــ,ـرب وعلينا أن ننتصر بكافة الطرق الممكنة وأن نساعد وندعم إخواننا في فلسطين, فهل كان فعل الفنان بيومي فؤاد صحيح في ظل هذه الكارثة التي نعيشها ؟
