المولد النبوي الشريف هو المناسبة الدينية التي تحتفل بها الأمة الإسلامية في الثاني عشر من شهر ربيع الأول من كل عام، وتعود أهمية هذه المناسبة إلى أنها تصادف ذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، رسول الإسلام وخاتم الأنبياء والمرسلين.
تعتبر هذه المناسبة من أهم المناسبات الدينية التي يحتفل بها المسلمون في العالم، حيث تتخذ أشكالًا مختلفة في الاحتفالات بين الحاضر والماضي. في العصور القديمة وفي بعض البلدان، كانت المناسبة تقتصر على الصلاة والقراءة والتلاوة العامة في المساجد، وعلى تناول الطعام ومشاركة الفرحة مع الأهل والأصدقاء.
في العصور الحديثة، أصبحت الاحتفالات بالمولد النبوي تشتمل على مظاهر مختلفة وتتنوع من مجالات شرعية واجتماعية، وتكاد تشمل جميع جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والروحية. يكثر في الحاضر إقامة المؤتمرات العلمية والدروس والمحاضرات التي تتناول أخلاقيات النبي محمد وسيرته العطرة. كما يتم تنظيم المسابقات القرآنية والحفلات الفنية والثقافية التي تسلط الضوء على الرسالة النبوية وتراث الإسلام.
وتزداد احتفالات المولد النبوي في الحاضر بتوسعتها في المجالات التقنية، حيث يتم تنظيم الفعاليات الحية والمباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، مما يتيح للمسلمين في أنحاء العالم المشاركة والاحتفال بهذه المناسبة بمختلف الطرق.
أما في الماضي، فكانت الاحتفالات بالمولد النبوي تتم على نطاق أضيق وتقتصر في جوانب أكثر تقدسًا واحترامًا. فالمسلمون كانوا يحتفلون بهذه المناسبة بتلاوة القرآن الكريم والصلاة والذكر والاستغفار وإعطاء الصدقات وزيارة الأقارب والمساكين واليتامى. تشهد بعض البلدان الإسلامية إقامة المؤتمرات العلمية التي تتناول سيرته النبوية ودروسه الحياتية، بينما يقوم البعض بالتطوع في توزيع الطعام والمساعدات على الفقراء والمحتاجين في هذا اليوم المبارك.
تتفق الاحتفالات بالمولد النبوي في الحاضر والماضي على القيم الروحية النبيلة والرسالة السامية للنبي محمد، فهي تهدف إلى تعزيز الأخلاق الحميدة والتقوى الدينية والروحانية، وتلقي الضوء على سيرة الخير والنبل التي قدمها النبي في حياته. وعلى الرغم من التطور التقني والاجتماعي في العصور الحديثة، إلا أن العمق الروحي والتأثير الإيجابي والروحاني للمناسبة لا يزال قويا وحاضرا بين المسلمين في جميع الأوقات.