روفيده عبد النبي
– المقدمة:-
من الشائع أن ترى العديد من الناس يريدون السفر إذا كان خارج البلاد أو داخلها، ولكن لكل مكان له ثقافة خاصة في التعامل، مثال على ذلك: إذا اردت الدخول إلى مطعم فخم يجب ارتداء ملابس رسمية أو رفيعة المستوى، على عكس الدخول إلى مطعم شعبي لا يوجد حكم على ارتداء الملابس، وكذلك في التصرفات داخل الإثنين يجب فعل أشياء لا يجب تفعلها في الأخرى والعكس.
تعتبر الصدمة الثقافية مثال على هذا بالضبط، فمستحيل شخص غني سيتأقلم على أجواء الأحياء الشعبية إلا بعد فترة، وكذلك صاحب الدخل المتوسط لن يتأقلم على أجواء الفنادق الفخمة والمطاعم إلا بعد فترة لأنه كمفهوم بسيط هو محاولة الاعتياد على ثقافة غير ثقافتك ربما كنت تحلم بوجودك بها من قبل، ولكن مع الوقت ستتعرض لصراع مع النفس المحاولة التأقلم مع مرور الوقت.
وهيا لنرى ما هي مراحل الصدمة الثقافية.
– مراحل الصدمة الثقافية:-
الصدمة الثقافية تنقسم إلى 3 مراحل بداية بشهر العسل honey moon ومن ثم مرحلة المفوضات، ومن ثم مرحلة التمكن، ومن هنا ننتقل للشرح المفصل عنهم
1-شهر العسل:
هي تعتبر أول مرحلة يمر بها الذي ينتقل من ثقافة إلى ثقافة أخرى، وقد يكون سعيدا جدا بدخوله هذه الثقافة، من أول لحظه يعتاد على كل ما بها، إذا كان شرابا أو طعاما أو ملابس، ووقتها القلب والمشاعر تكون هي المسيطر على الشخص، مثل الشعور بالإثارة، وتقليل من صعوبات التكيف، ومحاولة استكشاف هذه الثقافة، ويتقبل كل شيء بشكل إيجابي.
والشخص الذي بهذه المرحلة تراه يحب أن يتذوق كل أصناف أكلات هذه الثقافة، ويحاول تعلم لغة أو لهجة هذا الثقافة، ويجرب أن يرتدي الملابس التقليدية ويحضر الفعاليات الثقافية ويحاول التواصل مع السكان هذه الثقافة، وهذه المرحلة يمكن أن تظل لعدة أسابيع أو أشهر على حسب طبيعة الشخص، والعوامل المحيطة به وطبيعة الثقافية إذا كانت تشبه ثقافتك أو مختلفة كل الاختلاف، حيث كلما كانت مختلفة ستظل بهذه المرحلة بشكل أكبر.
وكي تستفاد من هذه المرحلة أقصى استفاده من شهر العسل يجب عليك أن تفعل الآتي:
ا-حاول قدر الإمكان أن تنغمس بهذه الثقافة، وتجرب كل ما تقدمه هذه الثقافة من طعام وعادات وتقاليد.
ب-حاول التعرف على السكان هذه الثقافة، وتتحدث معهم وعن حياتهم وتجاربهم.
ج-أقرا كتب أو مقالات وحاول حضور فعاليات عن الثقافة وشاهد أفلامًا وثائقية عنها.
د-حاول أن تكون صبورا في التعرف على الثقافة.
ه-لا تقارن ثقافتك بهذه الثقافة.
ومن هنا نتمكن من الانتقال إلى المرحلة الثانية من الصدمة الثقافية.
2-مرحلة المفاوضات:-
وهي ثاني مرحلة، وبها يرتبك المرء ويشعر بالإحباط لدخول ثقافة جديدة، وهي تحدث بعد وجود الفرد بثقافة أخرى لعدة أسابيع أو أشهر، وبها المرء يشعر بالوحدة ويشتاق إلى ثقافته الاصلية ويقارن هذه الثقافة بالثقافة الاصلية ويمكن الشعور بالغضب من صعوبات الحياة هناك.
والسلوكيات التي تدل على الدخول بهذه المرحلة انك تتجنب أكل الطعام المحلي وتحن إلي أكل الطعام من ثقافتك الاصلية، وتنعزل عن السكان المحليين والاختلاط بالأشخاص الذي من نفس ثقافتك فقط، وانتقاد العادات والتقاليد، وقد تختلف مدة الوجود حسب طبيعة الشخص، ولكن اغلب الاحيان يمكن أن تستمر إلى عدة أشهر.
محاولة التغلب على مرحلة المفاوضات
لكي تتغلب على هذه المرحلة أو على الاقل تتلاشى تأثيرها عليك يجب أن تفعل الآتي:
ا-تذكر أن التكيف مع ثقافة أخرى يأخذ وقتا، لأن من المستحيل أن تتكيف مع ثقافة في يوم وليلة.
ب ابحث عن الدعم الاجتماعي، إي أن تحاول التواصل مع أشخاص بنفس ثقافتك أو ثقافة أخرى، ولكنهم يتمكنون من تقديم الدعم والمشورة.
ج- حاول تعلم لغة جديدة؛ لأنها ستجعل من السهل عليك تواصل مع السكان المحليين وفهم ثقافتهم.
د-حاول الدخول في تجارب جديدة واكتشف جوانب مختلفة للثقافة هذه.
ه – تذكر أهمية ثقافتك الاصلية ولا تحاول التخلي عنها تماما، بل حاول أن تدمجها مع ثقافة الجديدة التي اصبحت بها.
ومن هنا سننتقل إلى المرحلة الثالثة.
3- مرحلة التمكن
وهي تعتبر المرحلة الأخير، وهي تسمى أيضا بمرحلة الانسجام والإبداع، وتتميز بالشعور بالراحة في العيش في ثقافة الجديدة، وهي تحدث بعد عدة أشهر أو سنوات، وبها الشخص يشعر بالانتماء ويتكيف مع الاشخاص المحليين والتأقلم مع العادات والتقاليد ويقدر يبدع في استخدام ثقافته الأصلية والثقافة الجديدة، وبها يتمكن المرء أن يتحدث اللغة الثقافة الجديدة بطلاقة، ويشعر بالراحة في التعبير عن آرائه ومعتقداته ويساهم في المجتمع الجديد حيث يستخدم بها مهاراته وخبرته بها.
– الخاتمة:-
لا يوجد شخص لا يتأثر بثقافة أخرى، وهناك أشخاص لا تحدث هذا النوع من الصدمة؛ لأنها تعتمد على الفرد إذا سيتأقلم دون الدخول إلى مرحلة المفاوضات أم لا، ويجب أن تضع بعين الاعتبار بأن الصدمة الثقافية يمكن أن تحدث معك في الانتقال من محافظة إلى الثانية وليس من بلد إلى أخرى فقط.