بعد أداء هزيل وغير مشرف ولا يليق بتاريخ الكرة المصرية، خرج المنتخب الوطني الأول لكرة القدم غير مأسوفاً عليه من منافسات كأس الأمم الإفريقية “CAN 2024” المقامة في كوت ديفوار.
خروج المنتخب الوطني
لم يمثل خيبة كبيرة لمتابعي كرة القدم ولا محبيها من أهل الوطن لأنه كان متوقعا من قبل!
الشكل الهزيل والأزمات المتتالية والتي كان آخرها أزمة رحيل محمد صلاح عن المنتخب دون بيان رسمي من إدارة المنتخب أو اتحاد الكرة الموقر، كلها كانت تنبئ بخروج مهين أمام فرق بلا تاريخ يذكر على مستوى البطولات.
حازم إمام في قفص الاتهام
أصبع الإتهام تتوجه ناحية اتحاد الكرة تحديداً بشكل عام ، والكابتن حازم إمام بشكل خاص لأنه المسئول عن إدارة ملف الكرة الخاص بالمنتخب، وهو من تعاقد مع المدرب الذي لم يضف أي شئ للمنتخب، وهو الذي أبرم عقداً هو الأعلى بين مدربي القارة كلها بقيمة 200000 دولار شهرياً، رغم انعدام خبراته الدولية والإفريقية، وهو الذي قدم له عقداً بلا أي مواد تتعلق بمحاسبته عند الإخفاق، أو الإلغاء حتى عند الخروج صفر اليدين بلا أي بطولات، بل على العكس من ذلك قدم له شرطاً جزائياً بقيمة 2 مليون دولار يتقاضاها المدرب الفذ إذا أردنا إنهاء عقده!
لا أجد ما أعبر به عن مابداخلي وداخل ملايين المصريين حيال هذه الملايين المهدرة سوى أن أقول شكراً كابتن حازم إمام على أمانتك و ذكاءك وتفانيك في خدمة منصبك كمسئول في اتحاد الكرة المصري!
فيتوريا المحنك
أصبع الإتهام فنياً تشير ناحية المدرب فقط دون اللاعبين، فروي فيتوريا وجهازه المعاون هو المسؤول الأوحد عن هذا الفشل المدوي، والمستوى المتدني الذي ظهر به منتخبنا الوطني.
الأرقام لا تكذب ولا تتجمل إنما تنبئنا الحقيقة والحقيقة فقط. اربع مباريات كاملة لم نفز بواحدة منها أمام مستويات هي الأقل في البطولة، أربع مباريات استقبلنا فيها سبعة أهداف! لم نحرز سوى التعادلات ولم نسجل أكثر مما استقبلنا وكنا رد الفعل أمام من هم أقل مننا.
أخطاء روي فيتوريا بدأت من القائمة التي أشك أنه اختارها بناء على العدل أو عن متابعة للدوري !
هذا الجهبذ عاد بنا ثلاثين عاماً للخلف حينما كان يتم التشكيل بناء على الموازنات والحسابات، استدعي كل المحترفين سواء كانو جيدين أو سيئين وخمسة اهلي وأربعة زمالك وثلاثة بيراميدز حتى لا نغضب أحدا ، لعبة موائمات لا تنفع بل تضر أدت إلى مستوى لا يسر، دون اعتبار للحالة الفنية أو الجاهزية للاعبين أو التشكيل لكل مباراة على حدة، فكانت النتيجة هي ما رأينا من شكل مهلهل وأداء ضعيف.
ماذا بعد؟!
الآن بعد هذا الخروج مازال التخبط يسيطر على الجبلاية ومجلس ادارة اتحاد كرة القدم الفاشل، بعض الطيبين ينتظرون استقالته، والبعض الآخر ينتظر إقالة فيتوريا، لكن تبقى هناك مشكلة فنية وهي الشرط الجزائي البالغ اثنين مليون دولار التي سيطالب بها مدربنا المحنك حال توجيه الشكر له! لذلك أبشر جمهور الكرة أن احتمالية استمراره قائمة وبنسبة كبيرة حتى لو رحل الإتحاد، والذي أشك أن يرحل هو أيضا! ملف الكرة في مصر بلا صاحب، وللأسف هي تسير حسب الأهواء والأجواء!
المدرب الجديد
إذا حدث وتمت إقالة فيتوريا بالتراضي مثلاً فهناك بعض الأصوات تقول أن التوجه سيكون لعودة كيروش وهو مالا أتمناه فالرجل بالرغم من اختياراته الجيدة وشخصيته القوية إلا أن ذاكرته ضعيفة خالية من الأفكار ، وهناك البعض الآخر ينادي بحسام حسن ولا خلاف عندي على شخصية الرجل وتفضيلي للمدرب الوطني، لكن في هذه الفترة ومع هذه المجموعة من اللاعبين أمثال محمد صلاح و مصطفى محمد ومرموش، اعتقد أنه من الصعب السيطرة على هذه المستويات بمدرب وطني حالياً وأعتقد أن قيادتهم ستكون أسهل مع المدرب الأجنبي، والذي أتمنى بشكل شخصي أن يكون الفرنسي هيرفي رينار صاحب التاريخ الكبير جدا في قارة أفريقيا والذي حقق البطولة مع مختلف الفرق.
ويذكر موقع “عيون الغد” أن الكرة المصرية تعاني من سوء الإدارة سواء على مستوى المنتخبات أو على مستوى مسابقات الفرق المحلية والدوريات. الكرة في مصر تحتاج إلى متخصصين مخلصين للنهوض بها وعودتها إلى مكانها ومكانتها الطبيعية داخل القارة السمراء من جديد.