“يا مرك يا نعمة” .. “انا ماما يالا”!
ما بين الجملة الأولى والثانية تمتد رحلة طويلة ومسيرة كبيرة من الفن الصادق لفنانة عظيمة آثرت الصمت والابتعاد عن الظهور و الاحتفالات اسمها انعام سالوسة.
ورغم ابتعادها عن الظهور الإعلامي إلا أن حضورها وقيمتها كبيرة جدا في قلوب جمهورها وعشاق فنها.
فنانة مرعبة بكل المقاييس الفنية قدمت التراجيديا والدراما والكوميدي فأتقنت وأبدعت، ومن خلال فنها الصادق في قلوب المصريين تربعت، وبخفة ظلها أقنعت وأمتعت.
بداية تراجيدية
بدأت الفنانة العظيمة انعام سالوسة أدوارها في السينما والتلفزيون بالأدوار التراجيدية الجادة، من ينسى دورها في المسلسل الكلاسيكي غوايش الذي قدمت فيه دور الفتاة الصعيدية الرقيقة المغلوبة على أمرها، المقهورة بظروفها او دورها في المسلسل الخالد ذئاب الجبل التي قدمت فيه دور الزوجة العاشقة نعمة المخلصة لزوج وصولي يستغلها ويخدعها والذي أبكتنا فيه في كل طلة ونقلت آلام الشخصية وأحزانها الينا فأحببناها وشاطرناها احزانها.
ريمونتادا كوميدية
بعد ذلك ولأنها فنانة متمكنة رسمت البسمة على وجوه المصريين في أدوارها خلال السنوات الأخيرة في السينما والتي تفجرت خلالها طاقات الكوميديا مع نجوم شباب الجيل الحالي، بدءا من مشهدها الأيقوني وافيه (انا ام مصطفى!) في الفيلم الاجتماعي الكوميدي العظيم ” فيلم ثقافي” للمخرج المبدع محمد امين في مطلع الألفية إلى أواخر أدوارها مع النجم المتألق أحمد حلمي.
افيهات
من ينسى افيهاتها اللاذعة الممتعة التي بارزت بها نجوم الكوميديا في أشهر أفلام هذا الجيل ؟!
من ينسى افيه ( انا ماما يالا ! ) في فيلم الحرب العالمية الثالثة الذي شاركت فيه البطولة ثلاثي الكوميديا المبدع احمد فهمي وهشام ماجد و شيكو؟!
من ينسى افيه ( انت شوية شوية هتتعود ويجيلك تناحة !) في فيلم عسل اسود مع نجم الجيل احمد حلمي، والذي صار مثلا على لسان كل المصريين؟!
النشأة والزواج
ولدت الفنانة الكبيرة انعام سالوسة فى 15 ديسمبر عام 1939 بمدينة دمياط ، وأحبت التمثيل والموسيقى منذ صغرها، وبعد الثانوية التحقت بكلية الآداب بجامعة عين شمس وقدمت العديد من العروض المسرحية من خلال مسرح الجامعة ثم بعد ذلك التحقت بمعهد الفنون المسرحية . زاملت الفنانة سعاد حسني في فرقة عبد الرحمن الخميسي في بداية حياتهما الفنية وربطت بينهما صداقة شخصية بعيدا عن الفن؛ تزوجت الفنانة انعام سالوسة من المخرج المسرحي الكبير سمير العصفوري.
كانت بدايتها في العام 1965 حينما رشحها المخرج الكبير نور الدمرداش للمشاركة في مسلسل “لا تطفئ الشمس” الذي ضم عددا كبيرا من النجوم مثل كرم مطاوع وصلاح السعدني وزوزو ماضي، وحقق المسلسل نجاحا كبيرا وقتها، ثم توالت أعمال إنعام سالوسة في التلفزيون فقدمت وشاركت في سلسلة من أنجح اعمال الدراما المصرية، منها: “حكاية الأيام، وجحا المصري، وهو وهي ، غوايش ، ذئاب الجبل ، ليالي الحلمية ، السقوط في بئر سبع ،وغيرها”
مسيرة كبيرة
الفنانة العظيمة المتجددة لها نصيب كبير في تشكيل تاريخ الكوميديا الحالي فهي قد شاركت معظم نجوم الكوميديا الحاليين أعمالهم محمد هنيدي، وهاني رمزي، وأحمد حلمي، وأحمد رزق، وأحمد فهمي، وغيرهم وأثرت فينا وفيهم بأعمال كثيرة على سبيل المثال لا الحصر “الإرهاب والكباب، فيلم ثقافي، همام في أمستردام، اكس لارج، لف ودوران، عايز حقي، تامر وشوقية، وغيرها” أكثر من 300 عمل فني بين المسرح والسينما والتلفزيون. ولا تزال تمتع وتبدع وتثري المكتبة الفنية بأعمالها وموهبتها التي تستحق التقدير والتكريم.
إنعام سالوسة موهبة فنية جبارة لم تنل القدر الكافي من التكريم من المؤسسات الرسمية أو المهرجانات الفنية، لم تنل ما تستحقه موهبتها وقيمتها من الجوائز، إلا أن جائزتها الكبرى تكمن في أثرها في قلوب المصريين الذين يحبونها ويعشقون فنها.
.
