فشل كبير وإجرام أكبر وسياسة دموية ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تخبط عشوائي إزاء معركته أمام مقاومة فلسطين.
نتنياهو خسر على الأرض وعليه أن يقر بذلك ليحاول الخروج بأقل الخسائر. الإجتياح البري حتى الآن فشل فشلاً ذريعاً على الأرض فهو لم يكبد قوي المقاومة على الأرض أية خسائر تذكر لا أهداف عسكرية ولا استراتيجية.
من منظور عسكري بحت حتى الآن، هو يستحق درجة صفر . حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين ضربت ضربتها في السابع من أكتوبر، وحققت كل المكاسب استباقاً، أما إسرائيل لم تكسب سوى جرائم حرب وإدانات شعوب العالم حتى في الدول الداعمة لها خلافاً لحكامهم، ففي بريطانيا وأمريكا وإسبانيا وفرنسا إنطلقت مظاهرات حاشدة بمئات الألوف لدعم فلسطين و إدانة جرائم الإبادة العرقية من إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني من المدنيين.
الدول الداعمة لإسرائيل لا أقول أنها تخلت عنها ، وإنما اتخذت خطوة أو خطوات للخلف ، فأمريكا أصبحت أكثر إصرارا على إدخال المساعدات بشكل مستمر ودائم بل وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أنهم توصلوا لإتفاق مع إسرائيل في هذا الشأن.
وقال مصدر لموقع “عيون الغد“، أنه وردت أنباء من قطاع غزة تشير إلى عودة المياه المنقطعة للقطاع مرة ثانية، مما يؤكد قرب تحقيق دخول المساعدات بشكل مستدام ومفتوح.
على أرض المعركة، منذ ليلة الجحيم التي مرت على أهل غزة، والتي قطع فيها الكيان المحتل كل وسائل الإتصال عن غزة، وقام بقصفها بوحشية الحيوانات الضارية براً وبحراً وجواً بشكل مجنون، مخلفاً مايزيد عن الألف نفس من الشهداء الذين غالبيتهم أطفال ونساء، لم يحقق الجيش الإسرائيلي أية تقدم على الأرض ،ولم يجتز شبراً واحداً في غزة، بفضل بسالة وذكاء المقاومة الفلسطينية الاسلامية من حركة حماس والفصائل المجاهدة الأخرى.
كل العوامل والأحداث تشير إلى تجيهز حركة حماس للمعركة البرية جيداً، وهذا ظاهر جلى من خلال الخسائر التي كبدتها المقاومة للجيش الإسرائيلي على الأرض، بحسب كلام أبو عبيدة المتحدث العسكري بإسم حركة حماس، من خلال كمائن محكمة ضاعت فيها مركبات حربية و دبابات الميركافا الإسرائيلية، التي يتجاوز تكلفة الواحدة منها مايقرب من اثنين مليون دولاراً، فضلا عن الإصابات والقتلى في صفوف المجندين.
احتجاجات أهالي الأسرى الإسرائيليين ومطالب بإقالة نتنياهو بسبب فشله الأمني
أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى حماس يتظاهرون صباح مساء أمام بيت نتنياهو، لدفعه لقبول شروط حماس وإنهاء الحرب. سخط عام من المواطنين الإسرائيلين على فشل نتنياهو الأمني، ومطالب واسعة بإقالته على خلفية حرب السابع من أكتوبر.
الأمين العام للأمم المتحدة أيضاً أعلن وقوفه ضد سياسات إسرائيل مندداً بحجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة و كذلك وكالة الأونروا والمدعي العام للمحكمة الجنائية الذي صرح بأنه يريد الدخول إلى غزة ليقف بنفسه على أبعاد هذه الجريمة الدولية.
شقاق كبير واتهامات متبادلة بين نتنياهو ووزير دفاعه جالانت ورئيس الشاباك والاستخبارات الإسرائيلية حول من يتحمل هزيمة السابع من أكتوبر، ولم تصبح هذه الإتهامات سرية بعد، حيث قام الحساب الرسمي لنتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي على تويتر بنشر منشور يتهم فيه الوزراء الأمنيين بتقصيرهم في أداء عملهم، إلا أنه حذف بعدها بثوان معدودة، لكنها كانت كافية لرصدها وتسجيلها من قبل الصحافة الإسرائيلية ثم العالمية.
كل هذه المشاكل تزيد من تخبط نتنياهو الذي يبدو أنه لم يفق بعد من الصدمة ويدرك حجم الكارثة، فما زال رئيس الوزراء الإسرائيلي مستمراً في غروره وغطرسته، معلناً استمراره في الحرب، رافضاً لنصائح الهدنة حتى من الدول الداعمة له، متجاهلاً كل الإشارات التي تدل على خسارة ساحقة في حال استمرار الإجتياح البري، والذي قد يؤدي إلى حرب إقليمية، ستكون نتيجتها ولا شك كارثية على كيان إسرائيل نفسها، إذا ما توسعت رقعة الصراع في المنطقة.
نتنياهو يخسر ويواجه أزمة ثقة في إسرائيل
نتنياهو يخسر في كل يوم أرضا جديدة، في المعركة السياسية والعسكرية، ومع ذلك لا يتوقف عن نهجه الأحمق. إنه يسير إلى حتفه السياسي الذي ولا شك يحاول تأجيله أو تغييره بتحقيق أي انتصار في هذه الحرب لحفظ ماء وجهه المهدور.
اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو يأمل من خلال المجازر التي يرتكبها كسب ثقة الشعب الإسرائيلي مجدداً، لكن هيهات ! إسرائيل نفسها تعيش حالة أزمة ثقة في النفس وفي الكيان، حالة انقسام وهروب على مستوى الشعب والإعلام و القيادات.
إن استمرار نتنياهو مجرم الحرب في هذه المعركة ، وارتكاب هذه المجاز لا يعني سوى شئ واحد وهو أنه يحفر قبره بيديه العاريتين.
حسن نصر الله..في رسالة قوية لبايدن: أنا لا أتهدد | عيون الغد 5 نوفمبر 2023
[…] الحسيني https://eyonelghad.com/author/tahahossieny/ أكتوبر 31, 2023 نتنياهو يقترب من حفر قبره بيديه […]